كشفت دراسة بحثية دولية حول التنوع البيولوجي للغطاء النباتي في المناخات الجافة، تقودها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست"، وجود مستوى مرتفع وغير متوقع من التنوع الوظيفي للنباتات في الأراضي الجافة القاحلة ومناطق الرعي في كل أنحاء العالم، بينما أوضحت الدراسة الرؤى الهامة حول كيفية استجابة النظم البيئية للضغوط الطبيعية والبشرية المنشأ من خلال توضيح الاستراتيجيات المتعددة التي تستخدمها النباتات للتكيف مع ضغوطات الجفاف والرعي.

وأوضح القائم بالدراسة أستاذ هندسة وعلوم البيئة في "كاوست" البروفيسور فرناندو مايستر؛ أن الدراسة التي نشرتها مجلة "نيتشر" العلمية؛ تشير إلى الاعتقاد السائد الذي كان على نطاق واسع أن الأراضي الجافة هي أماكن ذات تنوع بيولوجي منخفض، وبالتالي لا تشكل أهمية في جهود الحفظ البيئي مقارنة بالنظم البيئية الأخرى مثل الغابات؛ حيث يستند هذا الاستنتاج في الغالب إلى البحوث التي درست الأراضي المعتدلة، وليس الأراضي الجافة كالموجودة في الشرق الأوسط؛ والتي من المتوقع أن تنمو مع تغير المناخ.

وبيّن مايستر أن الدراسة عكفت على فحص عددٍ من السمات في أكثر من 300 نوع نباتي من ست قارات، وكان من بين هذه السمات تركيز العناصر المعدنية التي تسهم في نمو النباتات وبقائها؛ مثل: الكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم والزنك، والتي غالبًا ما تُهْمَل مقارنةً بسمات أخرى كبنية النباتات ومظهرها الخارجي؛ مشيراً إلى أن تركيز العناصر في أوراق النباتات له آثار كبيرة في نموها، ويحدد كيفية استجابتها لضغوطات الرعي وندرة المياه.

وأشار إلى أن الدراسة لاحظت أنه بمجرد تجاوز الجفاف درجة ما، يزداد تنوع السمات الوظيفية، كما أن أكثر من نصف تنوع السمات يحدث فقط في الأراضي الأكثر جفافاً والأكثر رعيًا، حيث تشير هذه الملاحظات إلى وجود عملية تكيّف غير متوقعة من قبل النباتات، مع تفرد التنوع النباتي في النظم البيئية القاحلة.

وأضاف مايستر أن هذه النتائج تغير وجهة النظر السائدة بأن الظروف البيئية القاسية تقلل من تنوع السمات النباتية، وتكشف أن الأراضي الجافة تعمل كمستودع عالمي لتنوع أشكال النباتات ووظائفها، ويمكن أن يكون للنباتات العديد من الاستراتيجيات البديلة للتعامل مع ارتفاع الإجهاد البيئي الناجم عن تغير المناخ وتكثيف استخدام الأراضي.

ولفت إلى أن "كاوست" تخطط لتوسيع نطاق هذه الأبحاث لتشمل النظم البيئية القاحلة وشديدة الجفاف في المملكة؛ حيث تقدم مثل هذه الأبحاث رؤى مهمة حول كيفية استجابة التنوع النباتي في المملكة لتغير المناخ وتوجيه اختيار الأنواع المناسبة لبرامج التشجير المستقبلية.