استعرضت شركة البحر الأحمر الدولية، الجهود المبذولة لحماية صقور الغروب (Sooty Falcon) في وجهاتها السياحية؛ وذلك سعياً منها للالتزام بالحفاظ على البيئة تزامناً مع اليوم العالمي للحفاظ على الطبيعة.
ونجحت الشركة من خلال فريق خبرائها المكون من كفاءات وطنية وعالمية، في تركيب 30 منصة تعشيش صناعية لدعم زيادة أعداد صقور الغروب، حيث رصدت وفاءً ملحوظاً للصقور البالغة لهذه الأعشاش، وذلك باستخدامتقنيات الأقمار الصناعية، ونظام تحديد المواقع (GPS).
وأوضحت بقيادة فريق خبراء يضم مديرة إدارة مساعدةعلم الطيور، الدكتورة ليسيا كالابريس، ومديرة العمليات البيئية الأولى بيان الغامدي، أن الأبحاث أظهرت أن هناك 7 جزر فقط في البحر الأحمر توفر موائل مناسبة لتكاثر هذه الطيور.
وتواصل "البحر الأحمر الدولية" التزامها بتحسين موائل الصقور، من خلال خطط لنشر 10 مواقع تعشيش صناعية إضافية في عام 2023، تليها 20 موقعًا آخر في عام 2024، عبر إجمالي 14 جزيرة، حيث يقوم الخبراء بأعمال الرصد والمراقبة لمتابعة رفاهية صقور الغروب.
كما شاركت في الهاكاثون الصناعي الثاني لمؤسسة التنمية الصناعية السعودية، وفاز تصميم الفريق الممثل للشركة، وكان عبارة عن صندوق تعشيش مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد مستوحى من العمارة الإسلامية؛ مما يعزز حلول التعشيش المستدامة.
ولفتت إلى أن هذه الجهود لا تسهم فقط في الحفاظ على صقر الغروب، بل تسلط الضوء أيضًا على التزام "البحر الأحمر الدولية" بتحسين التنوع البيولوجي والاستدامة في المنطقة.
ويعد صقر الغروب (الأسخم) نوعاً مهماً جداً ليس على المستوى الإقليمي فحسب بل على المستوى العالمي أيضاً، فهو على القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض؛ إذ يُعتبر عُرضة للخطر.
وفي هذا الصدد، أشارت الدكتورة كالابريس إلى أنه يعيش في وجهات البحر الأحمر ما بين 2-3% من إجمالي عدد صقور الغروب في العالم، حيث تعتبر جزر البحر الأحمر مهمة جداً لها النوع لأنها لا تحتوي على حيوانات مفترسة؛ ما يساعد هذه الطيور على التواجد في أعشاش قريبة من الأرض.
وأضافت كالابريس بأن الفكرة في اختيار الأعشاش الاصطناعية، هو أن العديد من أنواع الصقور تستخدم مواقع تلك الأعشاش للتكاثر خاصة في المناطق التي لا توجد فيها بيئة مناسبة لهم، فمعظم جزر وجهة البحر الأحمر رملية؛ ونظراً لأن الصقور تعشش في الشقوق يعتبر العش الاصطناعي موئلاً مناسباً لتكاثرها.
من جهته، أكد الفائز بهاكثون الصناعة 2023 عبد العزيز العبيسي، أن تصميم تلك الأعشاش مستلهماً من الهندسة المعمارية الإسلامية القديمة، حيث كانت الطيور تعشش في فتحات التهوية في قباب المساجد لأنها تسمح بتبريد المكان من دون الحاجة إلى نظام تبريد.
وأفادت الغامدي بأن مشاركتها في المشروع جاءت بعد دخولها مسار الاستدامة بهاكثون الصناعة التابع لصندوق التنمية الصناعية السعودي؛ الأمر الذي حفزها للتعاون مع "البحر الأحمر الدولية" للتوصل لحلول مبتكرة تحافظ على التوازن البيئي وخصوصاً حماية صقر الغروب المهدد بالانقراض.