عانت مركبة "ستارلاينر" الفضائية المصنعة من شركة "بوينغ" مشكلات منعتها من إعادة رائدي فضاء عالقين بمحطة الفضاء الدولية، إذ تقرر إعادتهما إلى الأرض على متن مركبة مصنعة من شركة "سبيس إكس" المنافسة المملوكة لإيلون ماسك.

وأعلنت ناسا السبت أن رائدي الفضاء بوتش ويلمور وسوني وليامز، سيمضيان ثمانية أشهر في المحطة، على أن يعودا إلى الأرض عبر مركبة تابعة لسبيس إكس في فبراير 2025، بعدما كان من المقرر أن تستمر مهمتهما ثمانية أيام.

ويشكّل هذا الإعلان ضربة قاسية لبوينغ، الشريك التاريخي لوكالة الفضاء الأمريكية، كما يأتي في توقيت سيئ للغاية للشركة الأمريكية العملاقة التي يواجه فرع صناعة الطيران التابع لها اضطرابات بسبب أعطال بالجملة في طائراته.

وأشار الأستاذ المساعد في جامعة إمبري-ريدل للملاحة الجوية إريك سيدهاوس إلى أن هذه المرحلة ليست جيدة لبوينغ، واصفاً قرار إعادة رائدي الفضاء عبر مركبة تابعة لـ"سبيس إكس" بأنه "محرج" لـ"بوينغ".

من جانبه يرى محلل الطيران في شركة "تي دي كوين"، كاي فون رومور، أن هذا الأمر يؤثر في سمعة الشركة، وقد يعرّض العقود المستقبلية مع ناسا للخطر.

ورغم فشل بوينغ بهذه المهمة إلا أن خبراء يرون أن مكانة الشركة وحجمها يضمنان قدرتها على النهوض مجددا، مؤكدين أن بوينغ لن تنسحب من المشهد في أي وقت قريب رغم الإخفاقات المتلاحقة في "ستارلاينر".

يشار إلى أن برنامج "ستارلاينر" كبّد بوينغ تكاليف إضافية قدرها 1,6 مليار دولار، بسبب التأخير المتكرر في التطوير وزيادة الأسعار في سلسلة التوريد، لكن بالمقابل، حققت الشركة إيرادات قدرها 24,93 مليار دولار لفرع بوينغ للدفاع والفضاء والخدمات (BDS) في عام 2023، من أصل إيرادات إجمالية حققتها المجموعة بلغت 77,79 مليار.

يذكر أن وكالة الفضاء الأمريكية طلبت من بوينغ عام 2014 تصنيع مركبة "ستارلاينر" الفضائية، تزامنا مع طلبها تصنيع مركبة أخرى من شركة سبايس إكس، حيث تهدف الوكالة إلى حيازة مركبتين لنقل رواد الفضاء، حتى لا تجد نفسها عاجزة في حالة فشل إحداهما.