لا يخلو بيت أو مجلس ضيافة في المملكة من التمر، إذ يعد تقليدا أساسيا عند احتساء القهوة السعودية، ففي حائل لا تقدم القهوة للضيف إلا بعد تناول حبة من التمر على الأقل.
ومع اشتداد حرارة الصيف وإقبال شهر يوليو يزهو النخيل بخير إنتاجه، ويبدأ المزارعون في خرف التمر، وتوريده إلى الأسواق التي تستقبل بكل ترحاب سلعتها الرئيسية في الصيف، حيث يقبل المستهلكون من كل حدب وصوب لشراء فاكهتهم المحببة.
وتُقام مواسم على امتداد ربوع مناطق المملكة المشتهرة بإنتاج التمر، لاسيما القصيم والأحساء والمدينة المنورة، وأيضاً الرياض التي تنتعش هذه الأيام وعلى مدى أربعة أشهر بموسم عتيقة للتمور، المقام في تلك السوق الشعبية العتيقة جنوب مدينة الرياض، حيث تستقبل مختلف أنواع التمور من منابته المتعددة في العديد من محافظات المملكة.
وبين حشد من الباعة والمتسوقين، التقت "أخبار 24" عبدالعزيز البخيت الملقب بـ"أبو سعد" وهو مالك إحدى مزارع إنتاج التمور، الذي أشار إلى جذور التمر العميقة في المجتمع والتاريخ السعودي، قائلاً إن أجدادنا كانوا يتحملون المشاق والمتاعب في رحلاتهم للحصول على التمر، باعتباره مصدر الغذاء الوحيد لهم.
وأضاف: "كان أهالي البادية قديما ينتقلون على ظهور الجمال من مضارب قبائلهم في الصحراء إلى القرى والهجر المجاورة، ووصل الأمر إلى السفر لدول أخرى كالعراق لجلب التمور التي تكفيهم طوال العام".
وأشار البخيت إلى أن الأحساء هي مصدر جميع أنواع التمور، إذ إن جميع نواة التمور في محافظات ومناطق المملكة يعود أصلها إلى تلك المحافظة المبدعة شرقي المملكة.
وتابع أن كل منطقة في المملكة اشتهرت بصنف معين من التمور، فمنطقتا القصيم وحائل اشتهرتا بـ"البرحي" والخلاص"، ومحافظة الخرج اشتهرت بـ"الصقعي" و"نبت السيف"، فيما اشتهرت كل من محافظات الحوطة والحريق ونعام، ومحافظات ما تعرف بمنطقة الوشم بإنتاج "الصقعي" و"السلج" و"نبت السيف" و"الشيشي".
فيما أوضح البخيت أن ما يعرضه الآن في موسم عتيقة هو ما حصده في أول خرف للتمور؛ إذ بدأ في خرف التمر منذ شهر ونصف تقريبا في مزرعته. وأشار إلى أن أسعار التمور تختلف تبعاً للطلب، إذ إن هناك أنواعا تعد محل طلب وأسعارها لا تتراجع، وهي "السكري" و"الهلالي" و"المصيّفة".