كانت العناية بالنخيل مهمة أساسية يفضلها ويتولاها أوائل السعوديين بأنفسهم، بدءاً من زرعها مروراً بسقايتها وحتى قطف ثمارها في مواسم الحصاد والانطلاق به إلى البيوت والأسواق، إذ يعد التمر ومشتقاته مصدر رزق للكثير من الأسر السعودية قديما وحديثا.
في موسم عتيقة للتمور، أحد أكبر مواسم التمور في المملكة، يقارن العمّ علي بن دخيّل، الذي عاش مع النخيل منذ صغره، في حديثه لـ"أخبار24" بين خراف التمور في زمن الأولين وحالياً، قائلاً إن من يقوم بخرف التمور في هذه الأوقات هم العمالة الوافدة من الجنسيات الهندية والباكستانية والمصرية، إذ لم يعد أهالي نجد والسعوديون عمومًا يقومون بذلك نظراً لتغير الحال وصعوبة هذه المهمة نسبيا.
ويضيف "أبو عبدالله" كما يحب أن يُكنّى، أن أسواق التمور لم تعد كما كانت في السابق، بعد توقف كثير من السعوديين عن "الخراف"، مشيراً إلى أنه في السابق كان التمر يصل إلى الرياض في صناديق مغلقة من الحوطة والقصيم والجنوب في رحلة ليست بالسهلة.
ولابن دخيّل رأيٌ خاص في الغش في التمر، إذ لا يؤمن بوجود حالات غش في التمر، فالنخلة حسب قوله "تحوي اسم الله الأعظم"، وتقوم بالتسبيح والتهليل، لذا فالتمر لا يضره شيء.
وعن أطيب أنواع التمور، عدّد بن دخيّل الكثير من الأنواع التي تلقى رواجاً بين الناس، مثل "الخلاص" و"نبت السيف" و"نبت السلطان" و"المنيفي" والعديد من الأصناف، حيث اعتاد أصحاب المزارع على إطلاق تسميات مختلفة للنخيل وما تنتجه من تمور.
تجدر الإشارة إلى أن عدد النخيل في المملكة يتجاوز 34 مليون نخلة موزعة على مختلف مناطق المملكة، تصدرت فيها منطقة القصيم بـ 11,2 مليون نخلة بحسب بيانات وزارة الزراعة؛ مما يفسّر قوة ارتباط المجتمع بالنخيل فضلاً عن عوامل أخرى اقتصادية واجتماعية.