فيما رفضت الزوجتان الكبيرتان لزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن التعاون، أوضحت أصغر زوجاته لمحققين باكستانيين أن زوجها قضى تسع سنوات في حالة فرار داخل باكستان في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، حيث تنقّل آمناً بين خمسة منازل وأنجب خلال تلك الفترة أربعة أبناء، اثنين منهما وُلِدا في مستشفى حكومي.

وجاءت اعترافات الزوجة أمل السادة ، 30 عاماً - وفقا لصحيفة "داون" الباكستانية التي تصدر باللغة الانجليزية - ضمن تقرير تضمن تفاصيل التحقيقات مع زوجة بن لادن .

ويشير التقرير إلى أن "أمل السادة" كانت أكثر زوجات بن لادن تعاونا فيما رفضت زوجتاه الأخريان التجاوب مع المحققين.

وضمن اعترافاتها، أشارت "أمل" إلى أنها غادرت كراتشي في النصف الثاني من عام 2002، وتوجهت إلى بيشاور، عاصمة مقاطعة خيبر، حيث اجتمع شملها مع زوجها، الذي قام آنذاك باصطحاب أسرته إلى مناطق جبلية ريفية في شمال غرب باكستان، لكن ليس في الحزام القبلي الذي تم التركيز عليه بشكل كبير من جانب الغرب.

وأردفت بانهم مكثوا أولاً في منطقة شانغلا التي تقع في وادي سوات، وبقوا هناك في منزلين مختلفين لمدة تراوحت ما بين 8 إلى 9 أشهر. ثم انتقلوا في 2003 إلى هاريبور، حيث عاشوا في منزل مستأجر لمدة عامين، ووضعت هناك فتاة تدعى عائشة ( عام 2003 ) وولداً يدعى إبراهيم (عام 2004 )، وقد وُلد كلاهما في أحد المستشفيات المحلية الموجودة هناك. علما بأن طفلتها الأولى من بن لادن "صفية" ولدت في أفغانستان قبل أحداث سبتمبر.

وأضافت أن بن لادن وأسرته انتقلوا بعدها في منتصف عام 2005، إلى قرية صغيرة تبعد 20 ميلا عن أبوت أباد ، حيث وضعت هناك طفلين آخرين هما زينب في العام 2006 وحسين في العام 2008.

وقال مسئول أمريكي متقاعد كان ضمن الفريق المخصص لمطاردة بن لادن أنه على الأقل يشك في المعلومة التي تقول أنه عاش في بيشاور حيث إنه متأكد أن بن لادن كان في منطقة القبائل خلال عام 2002.

وفي المقابل قال مسئول أمريكي رفيع كان له علاقة بقضية بن لادن إن رواية زوجته تبدو معقولة ومنطقية وتتفق مع افتراضات سابقة حول الأماكن التي اختبأ فيها بن لادن.

وتجيء هذه التحقيقات مع زوجات بن لادن من قبل السلطات الباكستانية بتهمة خرق قوانين الهجرة الباكستانية، وهي التهمة التي قد يصل حكمها بالحبس إلى مدة تصل إلى خمسة أعوام.

وتوقع محاميهن وفقاً للصحيفة أن يتم اتهامهن يوم الاثنين المقبل إلى جانب ابنتين بالغتين لابن لادن هما مريم، 21 عاماً، وسمية، 20 عاماً.