أصدرت ندوة "الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على قاصديهما" في نسختها الثانية، وثيقة المسجد النبوي في الفتوى، التي تضمنت جُملةً من الوصايا، في مقدمتها إبراز الدور الريادي لرسالة الحرمين الشريفين العالمية في الفتوى ومكانتها وحرصِ المملكة على تيسير الفتوى لقاصدي الحرمين.
وتضمنت الوصايا التي صدرت في وثيقة الندوة، التي نظمتها رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي بالتعاون مع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، المحافظة على سلامة أفكار المجتمع -لا سيما قاصدي الحرمين الشريفين- بالفتاوى الصحيحة، وإظهار مَعَالِمِ المنهج الوسطي الذي تلتزمه المملكة في جميع المجالات.
وجاء في التوصيات الإسهامُ في بيان الأحكام الشرعية لقاصدي الحرمين في كثير من المسائل التي تواجههم، وسد حاجتهم للإفتاء، والعمل على نشر المعرفة الدينية بين المسلمين، وإرشادهم إلى الاقتداء بالهدي النبوي في شتى المجالات، مع تعزيز دَوْرِ المسجد النبوي ومَعَالِمِهِ الدَّعْوِيَّةِ والتثقيفية لإظهار أثرِ السَّماحَةِ النَّبوِيَّةِ في الفَتْوى ومُراعاة الحِكْمَةِ في ضبطِ اختلاف مذاهب الزائرين.
وشملت كذلك الحرص على ربطِ الفتاوى بأدلة الكتاب والسنة وما صدر عن المجامع الفقهية، وقرارات هيئة كبار العلماء، وما جرت عليه الفتوى، والبُعْد عن الآراءِ الشاذة، والأقوالِ المهجورة، بالإضافة إلى العمل على توحيد الفتوى في المسائل الاجتهادية التي يكثر السؤالُ عنها في الحرمين الشريفين، وإبراز تمَيُّزِ الفتوى في الحرمين الشريفين بما تتضمنُه من الوسطية والاعتدال واعتبارِ المآلات واستحضارِ الحال في فتاوى المسائل التي تتغير فيها الفتوى لمقتضيات شرعية متصلةٍ بتغَيُّرِ الزمان والمكان، والاهتمام بتحقيق غايات الفِقْهَيْنِ الأكبرِ والأَصْغرِ.
واحتوت التوصيات على توجيه الْمُفْتِينَ للاعتناء بمسائل فِقْهِ المناسك والعباداتِ الْمُتَّصِلَةِ بالحرمين الشريفين، وإحالةِ ما يتصل بغيرها من الأمورِ للجهاتِ المعْنِيَّةِ، وتخصيص كرسي للتدريس والإفتاء في الحرمين الشريفين، وتطوير منظومة إجابة السائلين في الحرمين الشريفين، وضبط مساراتها باختيارِ المواقعِ المناسبة لإجابة السائلين، وزيادة أعدادها بما يتناسب مع الزيادة المطَّردةِ لأعداد الحجاج والمعتمرين، وتطوير هواتفِ الاتصال في الحرمين الشريفين، وإطلاق خدمة الاتّصالِ الموحَّد، مع إعداد موسوعة عِلْميَّةٍ وَرَقيَّةٍ ورَقميَّةٍ تكون مَعْلَمَةً جامِعَةً لفتوى قاصدي الحرمين.
وأوصت الوثيقة بتطوير مهارات المشاركين في برنامج إجابة السائلين؛ بإقامة دوراتٍ تدريبيَّةٍ مُتخصّصةٍ، وعقد لقاءات علمية وإثرائيّةٍ دَوْريّةٍ، بما يواكبُ مُتَطَلَّباتِ العَصْر، ومواكبة التطور التِّقْنِيِّ والإفادة من التِّقْنِيَّاتِ الحديثة لإيصال الفتوى للمستفيدين بأسرع الطرق وأسهلها، وكذلك الاعتناء بوجود مُوَجِّهاتٍ في الحرمين الشريفين، والاستعانة بمترجمين لهم أهليَّة شرعيَّة كافية، وتهيئة جميع الإمكانات وتسخيرها لدعم برامج إجابة السائلين في الحرمين، وتشكيل لجنة مشتركة من رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي والرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء لمتابعة هذه التوصيات.
**carousel[9418673,9418669,9418672,9418668,9418670]**