سجلت عدة دول هذا العام موجات حرارة استثنائية تخطت معدلاتها في الأعوام السابقة، ما قد يجعل صيف عام 2024 الأشد حرارة على الإطلاق.
المركز الوطني للأرصاد، كان قد توقع في تقريره للحالة المناخية بالمملكة خلال الصيف، ارتفاع معدلات درجات الحرارة السطحيةبمقدار يصل إلى درجتين على معظم مناطق المملكة، مع احتمالية عالية لتسجيل موجات حارة.
وفي يوليو الماضي ذكر المتحدث الرسمي للأرصاد حسين القحطاني، أن منطقة مكة المكرمة سجلت 52 درجة مئوية كأعلى درجة حتى الآن، كما توقع ارتفاع درجات الحرارة بـ 2 ْم عن المعدل على المناطق الشمالية و 1.5 ْم على منطقتي الرياض و الشرقية.
وعالمياً قالت وكالة مراقبة تغير المناخ بالاتحاد الأوروبي "كوبرنيكوس"، في وقت سابق إن شهر يوليو 2024 كان الأكثر سخونة على الإطلاق مقارنةً بالشهور المماثلة في الأعوام الماضية، مؤكدة أن يوليو 2024 كان ثاني أكثر الشهور سخونة على الإطلاق في جميع الفصول على الأرض.
ووفقا لـ "كوبرنيكوس"، فقد أصبحت موجات الحر أكثر شيوعا في جميع أنحاء العالم، إذ كان الأحد 21 يوليو اليوم الأكثر سخونة المسجل في التاريخ.
وتشير البيانات إلى أن عام 2024 قد يتفوق على عام 2023 باعتباره العام الأكثر سخونة منذ بدء التسجيل، بعد أن أدى تغير المناخ الناجم عن أنشطة بشرية وظاهرة النينيو المناخية إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية هذا العام حتى الآن، حسبما قال بعض العلماء. وتسبب تغير المناخ بالفعل في عواقب وخيمة في جميع أنحاء العالم في عام 2024.
وكان صيف اليابان هذا العام الأكثر سخونة منذ بدء تسجيلات الأرصاد الجوية، ليعادل هذا الفصل بذلك المستوى المسجل عام 2023، وسجل أغسطس درجات حرارة أعلى بأكثر من 1.76 درجة مئوية من المعدل العام عن الفترة نفسها، وهو أعلى مستوى منذ بدء التسجيلات في هذا المجال عام 1898.
وشهدت مناطق متفرقة من العالم حوادث وفيات جرّاء الحر الشديد هذا العام، في حين كشفت منظمة الصحة العالمية أن موجات الحر تُودي بأكثر من 176 ألف شخص سنوياً في أوروبا، حيث تسجل معدلات الحرارة ارتفاعاً بسرعة أكبر من بقية العالم.
وتم تسجيل وفيات ناجمة عن الحرارة في الهند، التي عانت موجة حر طويلة غير مسبوقة، وبين عدد من السياح في اليونان.
وتميل ظاهرة النينيو الطبيعية، التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية في شرق المحيط الهادي، إلى رفع متوسط درجات الحرارة العالمية.
وبحسب وكالة "رويترز" تراجع هذا التأثير في الأشهر القليلة الماضية، إذ أصبح العالم الآن في ظروف محايدة قبل أن تتشكل ظاهرة "لانينيا" الأكثر برودة في وقت لاحق من هذا العام. وتعد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري السبب الرئيسي لتغير المناخ.