أعلنت هيئة تطوير محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية، عن اكتشاف 3 مستعمرات تكاثر لنسور غريفون الأوراسية والتي تندرج ضِمن قائمة الأنواع المهددة بالانقراض في الشرق الأوسط، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للتوعية بالنسور.
وتواجه هذه الفصيلة، تحديات كبيرة للحفاظ عليها، وتسهم النسور بشكل كبير في الحفاظ على صحة النظم البيئية من خلال التخلص من الكائنات النافقة ومنع انتشار الأمراض.
وأوضح الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المحمية أندرو زالوميس، أن دراسة ميدانية باستخدام الطائرات بدون طيار كشفت عن وجود أربعة أعشاش نشطة لنسور غريفون في مناطق تكاثر محدودة بالمملكة، مضيفا أن هذه الأعشاش تخضع حالياً للمراقبة الدقيقة لضمان استمرارية عملية الحضانة ونمو الفراخ.
وأضاف، أن تواجد مستعمرات نسور غريفون تبرهن على التحسن الملحوظ في البيئة الطبيعية للمحمية، مما يعكس نجاح الجهود المبذولة للحفاظ على التنوع البيولوجي فيها.
وتغطي المحمية مساحة شاسعة تبلغ 4.5 ألف كم2، تمتد من سهول الحمم البركانية في الحرات لتصل إلى أعماق البحر الأحمر، وتتميز المحمية بتنوع بيولوجي استثنائي، حيث تضم 15 نظاماً بيئياً مختلفاً، وتوفر موئلاً لأكثر من نصف الأنواع الموجودة في المملكة، مما يجعلها واحدة من أغنى المحميات في منطقة الشرق الأوسط من حيث التنوع البيولوجي.
ورغم توثيق وجود عدد من نسور غريفون في مختلف أنحاء سلاسل جبال المحمية سابقاً، إلا أنها المرة الأولى التي يتم فيها تأكيد وجود مستعمرات تكاثر ثابتة، حيث تم رصد 4 أعشاش نشطة موزعة على 3 مستعمرات منفصلة في الجبال الحجرية الرملية من جانب جبل قراقر، كما لوحظت طيور بالغة تقوم بحضانة البيض وفراخ تبلغ شهرين إلى ثلاثة أشهر، إضافة إلى تحديد 37 موقعاً آخر كمواقع تعشيش محتملة.
وتم في عام 2023 في إطار مبادرة مشتركة مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، تتبّع وإطلاق نسري غريفون داخل المحمية، وذلك بهدف تعزيز التنوع البيولوجي وحماية هذا النوع من النسور الذي يلعب دوراً حيوياً في النظام البيئي من خلال التغذي على بقايا الحيوانات التي تفترسها الذئاب والضباع.
وأدى تناقص أعداد الحيوانات المفترسة وتزايد ظاهرة تسميم النسور على نطاق واسع إلى انخفاض حاد في أعداد النسور البالغة القادرة على التكاثر وتهدد هذه الظاهرة بتقلّص أعداد هذه الطيور الجارحة بشكل كبير، مما يؤثر سلباً على التوازن البيئي ويُعَرض صحة النظم البيئية للخطر.
وتسعى مبادرة إعادة تأهيل وإحياء الحياة البرية في المحمية إلى توفير بيئة آمنة للنسور من خلال إعادة توطين أنواع الفرائس المناسبة لها، كما تتابع المبادرة عن كثب الأعشاش التي تم اكتشافها مؤخراً بهدف ضمان استمراريتها وعلى المستوى المحلي، تعمل المبادرة على تعزيز الوعي البيئي من خلال إطلاق برامج تعليمية موجهة للمدارس ولأفراد المجتمع بشكل عام.