عادت مركبة الفضاء ستارلاينر التي صممتها شركة بوينج إلى الأرض أمس الجمعة دون طاقمها حيث هبطت في صحراء نيو مكسيكو، لتُنهي مهمة اختبار استمرت 3 أشهر وتعثرت بسبب مشكلات فنية، مما أجبر رائدَي الفضاء اللذين نقلتهما إلى محطة الفضاء الدولية على البقاء هناك حتى العام المقبل.
وبقي رائدَا الفضاءِ التابعان لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بوتش ويلمور وسوني ويليامز على متن محطة الفضاء الدولية بينما انفصلت المركبة بشكل مستقل أمس الجمعة في رحلة مدتها 6 ساعات إلى الأرض.
ودخلت المركبة الفضائية الغلاف الجوي للأرض في حوالي الساعة 11 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة بسرعة مدارية بلغت 27400 كم في الساعة، وبعد 45 دقيقة نشرت سلسلة من المظلات لإبطاء هبوطها ونفخت مجموعة من الوسائد الهوائية قبل لحظات من هبوطها في ميناء وايت ساندز بنيو مكسيكو.
وتسببت مشكلات فنية في المحركات الدافعة للكبسولة بتمديد مهمة رائدي الفضاء التي كان يفترض أنها ستستمر ثمانية أيام إلى ثمانية أشهر، حيث سيعودان إلى الأرض في فبراير 2025 على متن مركبة صممتها شركة سبيس إكس المنافسة لبوينج بعد تزويدهما بالطعام والإمدادات الإضافية.
وكان مهندسون تابعون لبوينج قد قاما بتزويد ستارلاينر ببرنامج كمبيوتر جديد يتيح لها العودة بدون وجود طاقم بداخلها. ومثلت رحلة العودة اختبارا رئيسيا لقدرة ستارلاينر على المناورة.
يُذكر أن 5 من محركات الدفع الخاصة بمركبة ستارلاينر تعطلت من أصل 28 محركا عندما كان ويلمور وويليامز على متنها أثناء اقترابهما من محطة الفضاء الدولية في يونيو ، بينما تسبب نفس نظام الدفع في حدوث عدة تسريبات للهيليوم والذي يستخدم لزيادة ضغط المحركات، وتأمل بوينج في استعادة كبسولة ستارلاينر بعد هبوطها في نيومكسيكو ومواصلة تحقيقاتها في سبب فشل المحركات الدافعة في الفضاء.
وتمثل مشاكل ستارلاينر التي تواجهها شركة الفضاء العملاقة أحدث صراع يثير تساؤلات حول مستقبل بوينج في الفضاء وهو المجال الذي هيمنت عليه لعقود من الزمان حتى بدأت شركة سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك في تقديم عمليات إطلاق أرخص للأقمار الصناعية ورواد الفضاء وإعادة تشكيل الطريقة التي تعمل بها ناسا مع الشركات الخاصة.
**carousel[9420238,9420240,9420243,9420237]**