أكد رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" الدكتور عبدالله الغامدي، أن القمة تواكب تطلعات ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في أن تكون المملكة في طليعة الدول المتقدمة في ابتكار وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وبلغ عدد المسجلين في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة حتى الآن أكثر من 32 ألف مسجل، حيث ستشهد إطلاق أكثر من 25 مبادرة محلية وعالمية، وتوقيع أكثر من 70 اتفاقية ومذكرة تفاهم محلية وعالمية.

وجاء ذلك في كلمة له خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته سدايا اليوم في قاعة المؤتمرات الصحفية بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات؛ حيث أوضح الدكتور الغامدي أن القمم العالمية للذكاء الاصطناعي التي نظمتها سدايا في نسختها الأولى عام 2020 مرورًا بالثانية عام 2022 وصولاً إلى النسخة الحالية هي صورة مشرقة من التقدم المزدهر والتطور المعرفي والتقني المذهل الذي تنعم به المملكة في ظل القيادة الرشيدة، حيث تعبر هذه القمم عن إسهام المملكة الفاعل بتسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لخير البشرية ودعم جهودها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة محليًا وعالميًا.

ولفت إلى اهتمام "سدايا" منذ إنشائها عام 2019م باللحاق بركب الدول الرائدة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، حيث جرى إطلاق الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي التي مثلت دور سدايا في قيادة التوجه الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي، إذ حازت المملكة على المرتبة الأولى عالميًا في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي الخاص بالإستراتيجيات الحكومية للذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن عدد المتحدثين في هذه القمة وصل إلى أكثر من 456 متحدثًا ومتحدثة، يمثلون نخبة من الخبراء والعلماء والمتخصصين من أكثر من 100 دولة يشاركون في 150 جلسة، مشيراً إلى إطلاق تحدي علام، والأولمبياد العالمي للبيانات والذكاء الاصطناعي بمشاركة 25 دولة، وفعالية GAINx التي تقام مع 4 جامعات سعودية هي : جامعة الملك سعود، وجامعة الأمير سلطان، وجامعة الفيصل، وجامعة الأميرة نورة.

ولفت إلى أن القمة ستشهد أيضاً إقامة جلسة مشاورات دولية حول حوكمة الذكاء الاصطناعي بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الإيسيسكو، حيث تصب مجالات القمة العامة حول استكشاف أحدث تقنيات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتطبيقات البيانات الضخمة وطرق استثمارها في مجالات متعددة، وبناء القدرات البشرية التقنية، ومتطلبات واحتياجات البنية التحتية للتقنية والذكاء الاصطناعي، والأخلاقيات والحوكمة للذكاء الاصطناعي.

وشدد على أهمية وجود ضوابط وأخلاقيات لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، مفيدًأ أن المملكة من أوائل الدول في تبنّي توصيات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي اعتمدتها "اليونسكو" في نوفمبر 2021 بمشاركة 193 دولة، وأصدرت "سدايا" مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية في 2022م بهدف زيادة الوعي والاستخدام المسؤول لمنتجات الذكاء الاصطناعي وتوجيهه نحو الاستخدام الأمثل، من خلال إنشاء المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE) في الرياض الذي منحته منظمة اليونسكو عام 2023 صفة مركز دولي من الفئة الثانية تحت رعايتها.

بدوره، بيّن مدير مركز المعلومات الوطني الدكتور عصام الوقيت، أن التوقعات تشير إلى وصول مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي لنحو 15 تريليون دولار، ونمو سوقه إلى ما يقارب تريليون دولار بنهاية هذا العقد، وذلك نتيجة لاستمرار الدول في الاستثمار بشكل متزايد في عمليات البحث والتطوير إيمانًا بقيمة الذكاء الاصطناعي الكبيرة في دفع عجلة التقدم الاقتصادي ومعالجة التحديات التي تواجهه.

واستعرض الدكتور الوقيت بعض التقارير الاقتصادية التي قامت بها شركات استشارية عالمية، ومنها تقرير شركة "ماكينزي" الصادر عام 2024 الذي أفاد بأن المؤسسات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات واتخاذ القرارات انخفضت نفقاتها التشغيلية بنسبٍ تتراوح بين 20 و 25%، فيما ذكر تقرير صادر عن شركة "ديلويت" أن تقنيات أتمتة العمليات الروبوتية (RPA) المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها تحسين كفاءة العمليات بنسبة تتراوح بين 20-30% مقارنة بالتقنيات الأخرى، وذلك لقدرة هذه التقنيات على أتمتة العمليات وتأدية المهام بسرعة ودقة فائقة وكلفة أقل.

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يوفر فرصا هائلة لمساعدة الإنسان ورسم مستقبل أفضل له في العديد من المجالات ومنها المدن والحياة الحضرية التي أظهرت إحدى مسوحات "بلومبيرغ" مؤخرًا بأن ما يقارب 69% من المدن تسعى للاستفادة من الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحسين جودة الحياة، حيث تشهد المدن السعودية اعتماداً كبيراً على الذكاء الاصطناعي في تحسين كافة مناحي الحياة، ومن ذلك الاستغلال الأمثل للطاقة وتحسين البيئة وإدارة الحركة المرورية.

كما تناول أهمية الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية وابتكار واستخدام المعدات الطبية لإجراء التشخيص الطبي وتنفيذ العمليات الجراحية والتجارب السريرية، حيث اعتمدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) 950 جهازًا طبيًا معتمدًا على الذكاء الاصطناعي، أما على مستوى المملكة فقد أطلقت "سدايا" بالتعاون مع وزارة الصحة مركز التميز للذكاء الاصطناعي في الصحة بهدف تطوير حلول ذكاء اصطناعي تسهم في تشخيص الأمراض المزمنة والكشف المبكر عنها، كأمراض السرطان وأمراض اعتلال الشبكية.

**carousel[9420570,9420572,9420573,9420571,9420569]**