في قلب الرياض، حيث تلتقي الرمال بأفق الابتكار، تنبض القمة العالمية للذكاء الاصطناعي كنبراسٍ يضيء دروب المستقبل، وتُنسج خيوط الإلهام من عقولٍ خلاقة، تُسابق الزمن لترسم ملامح الغد تحت سماء هذه المدينة المتجددة التي يجتمع فيها المفكرون والمبدعون؛ لتشكيل عالم يقوده الذكاء الاصطناعي لتحويل الخيال إلى واقع.
ويلفت نظر الزائر للقمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة، مستوى الحضور الكبير وتنوّع الشركات العالمية الكبرى الرائدة في مجال الصناعات التقنية والذكاء الاصطناعي؛ إذ عُدّت سمة بارزة وعنوانًا لمشاركتها في القمة العالمية التي تنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، بالرياض هذه الأيام.
ولم تكتفِ تلك الكيانات الاقتصادية العالمية بإيفاد ممثليها، ليكونوا ضمن المتحدثين في الجلسات الحوارية للقمة، بل تعدى ذلك إلى تفعيل المشاركة في المعرض المصاحب لها، عبر أجنحة عرض تفاعلية خصصت لها، لعرض أحدث ما توصلت له في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، بجانب التعريف بتلك التقنيات والقيم والمبادئ الأخلاقية التي تحرص على الامتثال لها والارتكاز عليها في صناعاتها في هذا المجال ليعم خيرها على البشرية بجهود سعودية دولية.
في حين لم تقل جودة مشاركة هذه الشركات في الجلسات الحوارية عنها في أجنحتها بالمعرض؛ إذ جمع مندوبوها المتحدثون بين التعريف بمنطلقاتهم في هذه الصناعة والمبادئ التي يرتكزون عليها من حيث حماية خصوصية مستخدمي تقنياتهم وبرمجياتهم، والحرص على التماشي مع القيم الأخلاقية التي تتفق عليها حكومات مختلف بلدان العالم والمنظمات الأممية، مع تسليط الضوء على المستجدات في عالم تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتطرقوا في مجمل أحاديثهم إلى ما يعيشه العالم في الوقت الراهن، بوصفه لحظة تاريخية في مجال التكنولوجيا، مشيرين إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح محوريًا في تحقيق مهامهم وصناعاتهم المعلوماتية والبرمجية، وجعلها متاحة عالميًا ومفيدة للجميع.
وعدّوا الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية في مستقبل التكنولوجيا، لاسيما مع ضرورة مراعاة مفاهيم رئيسية في تطوير هذه التقنيات، تتمثل في الجرأة، المسؤولية، والدور الحيوي، منوّهين بسعيهم الدائم إلى بناء حلول استثنائية وجريئة تُحدث تأثيرًا ملموسًا في حياة الناس.