تحظى المقابر في المملكة بعناية فائقة من أمانات المناطق والجهات المختصة، في تقدير وإشارة لحرمة المكان وحرمة ساكنيه الذين نامت أعينهم للأبد.
وعادة ما تتردد قصص حول المقابر وعن العمل فيها والمواقف الإنسانية التي تحدث داخل أسوارها، قررت"أخبار 24" التعرف على طبيعة عمل حُراس المقابر وهم المؤتمنين على مئات وآلاف القبور.
انطلقنا في عصر يوم مشمس من أيام العاصمة إلى مقبرة شمال الرياض، وعند وصولنا كانت سيارة الهلال الأحمر قريبة من البوابة جاءت لمتابعة حالة إغماء لأحد المشيعين، عشرات الأشخاص يلتفون حول الشخص آملين إنقاذه، الحزن سيد الموقف وسيارات الأمن تطوق المكان.
في الداخل ساد الهدوء، القليل من الأشخاص جاؤوا لزيارة أقاربهم المتوفين، ولا صوت هنا يعلو فوق صوت الدعاء بالرحمة والمغفرة للموتى، رصدت عدستنا خالد بن جديد وهو حارس المقبرة يقوم باستخدام جهاز محمول خصص لمتابعة عمله، وفي حديثه مع "أخبار 24" يقول خالد إنه انضم للعمل في المقبرة منذ ثلاثة أعوام، ويبدأ عمله بفتح بوابة المقبرة للمشيعين والزوار عند الساعة الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساءً.
وعن أوقات الازدحام ذكر بن جديد أنه عادةً ما يتم تشييع الجنائز في صلاتي الظهر والعصر وسط بروتوكولات معتمدة، تبدأ في إشعار مغاسل الموتى للمقابر بأعداد المتوفين، ليتم بعدها البدء في حفر القبور وتجهيزها بنفس اليوم وهو العمل الذي تتولى الإشراف عليه إدارة إكرام الموتى بأمانة المنطقة.
وعن الأحداث التي واجهها خلال ممارسته لعمله اليومي ذكر بن جديد أنه لم يواجه شيئا قد يذكره إذ إن معظم من يأتون للمقابر تغلب عليهم الطمأنينة والسكينة، وعن زيارة النساء ذكر بن جديد أنه وكما هو متعارف عليه شرعا بعدم جواز ذهاب النساء للمقابر، فإنه من واجبات الحراس أنهم يقومون بالتنبيه خاصة لبعض الأسر المقيمة، مشيرا إلى أن الناس متعاونون في ذلك ومتفهمون لهذا الأمر.
وعن الوضع الأمني ذكر بن جديد أنه وتحسبا لأي ضرر قد يمس المقبرة من اعتداء أو تسلل أشخاص لأي سبب كان، فإن المقبرة مجهزة بكاميرات مراقبة تتم صيانتها دوريا ويتم رصد جميع المخالفات والتعامل معها.
وذكر بن جديد أن العمل داخل المقابر يعد تكامليا بين جهات عدة كالأمانة وشرطة المنطقة والهلال الأحمر السعودي وإدارات المرور التي تنظم السير في الازدحام الذي قد يحدث في تشييع بعض الجنائز.