نعت جمعية الثقافة والفنون بجدة، رائدة الفن التشكيلي السعودي الفنانة صفية بن زقر، التي وافتها المنية بعد مسيرة تشكيلية حافلة وضعت فيها بصمتها المضيئة بالإبداع في المشهد الثقافي والفني.
وتقدّمت الجمعية ووزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله، بأحر التعازي لأسرة الفنانة الراحلة وذويها وللوسط الثقافي والفني، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه ويسكنها فسيح جناته.
وأبدعت صفية بن زقر في رسم لوحة "موناليزا الحجاز"، التي شاركت بها في معرض كبير في العاصمة الفرنسية باريس في عهد الرئيس الأسبق جاك شيراك، حيث لاقت إشادة من الحضور والنقاد، فاللوحة كانت تمثل المرأة السعودية الحجازية بأناقتها وكبريائها وأنوثتها وثقتها بنفسها، بملامح العربية تشي بالعزة والكرامة والعنفوان، وتجلس بطريقة تظهر فيها قوتها الداخلية واعتدادها بنفسها.
واشتهرت صفية بن زقر بتوثيق الفلكلور والمظاهر الاجتماعية والثقافية والمعمارية لمدينة جدة ومنطقة الحجاز في رسوماتها، حيث ولدت عام 1940 بحارة الشام في قلب مدينة جدة القديمة، وانتقلت مع أهلها إلى القاهرة في أواخر عام 1947، وتأثرت كثيراً بالتجربة اللونية للفنان العالمي بول سيزان، وتعد أول فنانة سعودية تتلقى تعليماً أكاديمياً في فنون الرسم، وأول فنانة سعودية تقيم معرضاً فنياً.
يشار إلى أنها درست الرسم والفنون منتصف الستينيات في كلية "سانت مارتن" للفنون في لندن، وأقامت معرضها الفني الأول عام 1968 مُتزامناً مع بداية تأسيس الحركة التشكيلية في المملكة، حيث نجحت في تكوين أسلوبها المستقل الذي استلهمته من أجواء البيئة التراثية في جدة القديمة ممزوجاً بخيال فني واسع انعكس على أعمالها الإبداعية.
وحصلت على شهادة الثانوية الفنية عام 1960 لتغادر القاهرة إلى بريطانيا كي تلتحق بـ Finishing school، لمدة 3 سنوات دراسية، ثم التحقت ببرنامج دراسي بكلية سانت مارتن لتحصل على شهادة في فن الرسم والجرافيك، وفي عام 1963 عادت صفية بن زقر إلى جدة، شاهدة على عمليات التعرية التي كانت تطال المدينة القديمة، ما دعاها إلى البدء في مشروعها الفني التوثيقي.