أبدى اجتماع ممثلي مجموعة الاتصال الوزارية المشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في إسبانيا بحضور وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، رفض جميع الإجراءات التي تهدف إلى عرقلة الوساطة الجارية التي تبذلها جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، لإنهاء الحرب في غزة، داعية إلى تمكين الحكومة الفلسطينية من القيام بجميع مسؤولياتها في جميع أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
ورحب الاجتماع، الذي جرى بحضور ممثلين عن مملكة إسبانيا، وأيرلندا، ومملكة النرويج، وجمهورية سلوفينيا، بالرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في 19 يوليو 2024م، مشددةً على ضرورة وجود وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والمعتقلين، مع إعادة السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية على معبر رفح وبقية الحدود، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة، بما في ذلك من ممر فيلادلفيا.
وشدد على أن هناك حاجة ملحة إلى التسليم الفوري وغير المشروط وغير المقيد للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع من خلال فتح جميع المعابر الإسرائيلية، ودعم عمل الأونروا وغيرها من وكالات الأمم المتحدة، مع حث جميع الأطراف على الامتثال للالتزامات بموجب القانون الإنساني الدولي وتنفيذ أوامر محكمة العدل الدولية.
وحذر من التصعيد الخطير في الضفة الغربية وأهمية وقف الهجمات العسكرية ضد الفلسطينيين على الفور، وكذلك جميع التدابير غير القانونية التي تقوض آفاق السلام، بما في ذلك الأنشطة الاستيطانية، ومصادرة الأراضي، وتهجير الفلسطينيين، بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي الراهن في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، والتأكيد على الدور الرئيسي للوصاية الهاشمية في هذا الصدد.
وأشار إلى أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتخذ خطوات نشطة لتنفيذ حل الدولتين، بما في ذلك الاعتراف الشامل بدولة فلسطين وقبولها كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، وكذلك التأكيد على أن مسألة الاعتراف تشكل عنصرًا أساسيًا في هذه الأجندة الجديدة للسلام، مما يؤدي إلى الاعتراف المتبادل بكل من فلسطين وإسرائيل.
وأكد مجددًا التزامها بجهود السلام المشتركة لتعزيز تنفيذ حل الدولتين، والتذكير بالاتفاق على ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام في أقرب وقت ممكن، داعياً الأطراف وجميع أعضاء الأمم المتحدة إلى الانضمام إلى الاجتماع الأوسع نطاقًا حول "الوضع في غزة وتنفيذ حل الدولتين كمسار لتحقيق السلام العادل والشامل"، على هامش الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 سبتمبر 2024م.
في سياق آخر، التقى الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله بوزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، وذلك على هامش الاجتماع الوزاري، في العاصمة الإسبانية مدريد، للتنسيق حول الأوضاع في غزة وخطوات تنفيذ حل الدولتين، والتحضير للحدث رفيع المستوى في هذا الشأن على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الــ 79.
وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وعلى رأسها التطورات في قطاع غزة والجهود المبذولة حيالها.