كثيرة هي التساؤلات التي دارت خلال الساعات الماضية حول أجهزة الاتصال اللاسلكية "بيجر" التي يستخدمها عناصر "حزب الله" اللبناني، وتعرضت لانفجارات عن بُعد مخلفة نحو 12 قتيلا و4 آلاف مصاب، في ضربة وصفت بالأقوى منذ بدء التصعيد الأخير بين الحزب وإسرائيل قبل نحو عام.

و"بيجر" هو جهاز لاسلكي صغير كان يُستخدم بشكل شائع قبل انتشار الهواتف الجوالة لإرسال واستقبال رسائل نصية قصيرة أو إشعارات، وكان يُستخدم بشكل رئيسي من قِبل رجال الأمن وفي المستشفيات والشركات.

وهناك نوعان من هذه الأجهزة، الأول يستقبل الرسائل أو الإشعارات لكنه لا يمتلك إمكانية الرد أو إرسال الرسائل، والآخر يمكنه إرسال واستقبال الرسائل النصية في الوقت نفسه.

واكتسبت هذه الأجهزة انتشاراً واسع النطاق خلال ثمانينيات القرن العشرين، لكن بعد ظهور الهواتف الذكية، انخفض استخدامها بشكل كبير، لكنها، بحسب صحيفة "ذا فاينانشيال إكسبرس"، لا تزال تُستخدم من قِبل مجموعة محدودة جداً من الأشخاص في الوقت الحاضر في جميع أنحاء العالم، بينما يظل عناصر "حزب الله" من بين مستخدميها الرئيسيين.

وهنا يبقى السؤال المهم هو لماذا يستمر البعض في استخدام هذه الأجهزة؟.. سؤال يجيب عليه موقع "تيكلوسيف" التقني الذي أشار إلى أن أجهزة "بيجر" قد تكون مفيدة أيضاً حين تكون شبكة الاتصالات الهاتفية بالمكان سيئة، ومن ثم تقدِّم هذه الأجهزة بديلاً يمكن الاعتماد عليه.

وأكد بحسب ما أوردت "الشرق الأوسط"، أنه بالنسبة لكثير من الشركات والمؤسسات، تُعدّ أجهزة "بيجر" حلاً فعالاً من حيث التكلفة، مقارنة بتقنيات الاتصال الحديثة، بالإضافة لكونها أجهزة بسيطة وسهلة الاستخدام والصيانة.

بينما حاولت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الإجابة على السؤل ذاته ولكن فيما يتعلق باستخدامات حزب الله لتلك الأجهزة، مشيرة إلى أنه لطالما روَّج التنظيم للسرية بوصفها حجر الزاوية في استراتيجيته العسكرية، متخلياً عن الأجهزة عالية التقنية لتجنب التسلل من برامج التجسس الإسرائيلية والأمريكية، إذ يُعتقد أن وحدات "حزب الله" تتواصل من خلال شبكة اتصالات داخلية، ويُعدّ هذا من اللبِنات الأساسية للحزب الذي يعمل بوصفه دولة داخل الدولة اللبنانية.

وكان زعيم "حزب الله"، حسن نصر الله، دعا أعضاءه وعائلاتهم في جنوب لبنان، عندما اشتدّ القتال مع القوات الإسرائيلية عبر الحدود، أوائل العام الجاري، إلى التخلص من هواتفهم الجوالة، معتقداً أن إسرائيل يمكنها تتبع حركة التنظيم عبر تلك الأجهزة.

وآنذاك قال مخاطبا أعضاء الحزب: "أغلقوها، وادفنوها، وضعوها في صندوق من حديد، افعلوا ذلك من أجل الأمن"، مضيفا أن المتعاون مع الإسرائيليين هو الهاتف الجوال الذي "تحمله بين يديك".