أكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، إدانة المملكة الشديدة لجرائم سلطة الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، متجاهلة القانون الدولي والإنساني في فصل جديد ومرير من المعاناة، مشددًا على أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف ولي العهد، خلال كلمته في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن القضية الفلسطينية تتصدر اهتمام المملكة، وأعرب عن شكره للدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تجسيداً للشرعية الدولية، حاثًا باقي الدول على القيام بخطوات مماثلة.
وتطرق إلى دور مجلس الشورى في الارتقاء بأداء مؤسسات الدولة، ودوره الفعال في تطوير الأنظمة وتحديثها، إذ نوه ولي العهد بمهامه الرقابية ومتابعته المستمرة لتنفيذ الاستراتيجيات والخطط المعتمدة، منذ إطلاق رؤية المملكة 2030، مؤكدًا أن المواطن يظل نصب أعين الدولة وعمادها وغايتها.
وأوضح أن أي إنجاز يتحقق من خلال مظلتها الشاملة للمسارات المختلفة، يهدف في المقام الرئيسي لرفعة الوطن ومنفعة المواطن، وحصانة للأجيال القادمة من التقلبات والتغيرات.
وأشار إلى تحقيق المملكة الكثير من المستهدفات على المستوى الوطني والدولي، وارتقائها درجات متقدمة في المؤشرات والتصنيفات الدولية، مؤكدًا مضي المملكة بتفاؤل وثقة في مواصلة الرحلة لتحقيق مستهدفاتها، وفق منهج شامل وتكاملي يقوم على المراجعة الدقيقة وترتيب الأولويات.
واستعرض ولي العهد منجزات المملكة خلال هذه الرحلة، وأبرزها تسجيل أعلى إسهام للأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بـ50% في العام الماضي، مما يعزز استدامة النمو وشموليته ويحقق جودة عالية في التنوع الاقتصادي، مؤكدًا أن صندوق الاستثمارات العامة يواصل دوره في تحقيق أهدافه ليكون قوة محركة للاستثمار.
ولفت إلى تسجيل البطالة بين المواطنين والمواطنات، أدنى مستوى لها تاريخيا في الربع الأول من عام 2024، ببلوغها 7.6%، بعد أن كانت نسبتها 12.8% في عام 2017، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة تملك المساكن للمواطنين من 47% عام 2016 إلى ما يزيد على 63%.
وتناولت كلمة ولي العهد منجزات مجال السياحة التي سبقت التاريخ المستهدف، حيث حددت استراتيجية السياحة الوطنية التي أطلقت عام 2019، مستهدف 100 مليون سائح في 2030، وتم تجاوز هذا المستهدف والوصول إلى 109 ملايين سائح عام 2023، كما حققت المملكة المرتبة السادسة عشرة بين الدول الأكثر تنافسية.
وعلى مستوى الطاقة، أكد ولي العهد أنه مع استكشاف الثروات الطبيعية تغدو المملكة من أكبر مخازن الثروات الطبيعية في العالم، كما أحرزت مكانة متقدمة في مجال الطاقة المتجددة، وصارت من أكثر الفاعلين فيها إقليمياً ودولياً.
وتطرق في هذا الصدد إلى الثقة العالمية التي تحظى بها المملكة، وجعلت منها إحدى الوجهات الأولى للمراكز العالمية والشركات الكبرى، وفي مقدمتها افتتاح المركز الإقليمي لصندوق النقد الدولي، ومراكز لنشاطات دولية متعددة في الرياضة والاستثمار والثقافة وبوابة تواصل حضاري، ما أسهم في اختيارها لاستضافة إكسبو 2030 وتستعد اليوم لتنظيم كأس العالم عام 2034م.
وأعرب عن فخره بمنجزات المواطنين والمواطنات في مجالات الابتكار والعلوم، مؤكدًا أن المملكة تولي التعليم جل اهتمامها، ليكون نوعياً يعزز المعرفة والابتكار، وتعمل على بناء أجيال تتمتع بالتميز العلمي والمهارات العالية، وتحظى بكل الفرص لنيل تعليم رفيع.
وشدد على مضي المملكة قدمًا في مسارات التحديث والتنوع؛ وحرصها على حماية هويتها وقيمها، التي هي امتداد لمسيرة الأجداد والآباء، وهي صورتها الثاقبة في العالم أجمع.
وعلى المستوى الدولي، أكد ولي العهد حرص المملكة على التعاون مع كل الدول الفعالة في المجتمع الدولي، وأهمية السعي المشترك إلى مستقبل أفضل مبني على التعاون المثمر بين الدول والشعوب، واحترام استقلالية الدول وقيمها والأخذ بمبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتجنب اللجوء إلى القوة في حل النزاعات.
ولفت إلى سعي المملكة نحو تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي، من خلال بذل الجهود للوصول إلى حلول سياسية للأزمات في اليمن والسودان وليبيا وغيرها، وكذلك دعم الحلول في الأزمات الدولية مثل الأزمة الروسية الأوكرانية.
من جانبه، أكد رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، أن العمل التنموي المتميّز الذي تشهده المملكة لم يكن ليتحقق لولا السياسة الحكيمة التي انتهجتها الدولة بعد أن رسمت رؤية 2030 التي يشرف عليها ولي العهد مساراً تنموياً متفرداً في أبعاده وأهدافه.
واستعرض منجزات مجلس الشورى خلال السنة الماضية، وهي السنة الرابعة من الدورة الثامنة للمجلس، والتي شهدت إصدار 493 قرارًا في مختلف الموضوعات التي يدرسها، منها 58 قراراً تتعلق بمشروعات الأنظمة واللوائح، و240 قراراً تتعلق بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية، و194 قرارًا تتعلق بتقارير الأجهزة الحكومية، وغيرها مما يدخل في اختصاص المجلس ومهامه.
ولدى وصول ولي العهد، إلى مقر مجلس الشورى، كان في استقباله نائب أمير منطقة الرياض، الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، ورئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
وتوجه ولي العهد إلى قاعة الجلسات، حيث تلا رئيس مجلس الشورى القسم، وردده أعضاء وعضوات المجلس، ثم التُقطت الصور التذكارية لولي العهد وأعضاء مجلس الشورى.
**carousel[9422463,9422465,9422467,9422462,9422464,9422466,9422468]**