يُعَدّ أحد أهم مشروعات المملكة المائية، ويمتاز بطبيعته المدهشة وجماله الخلاب، إنه سد وادي جازان الذي يُعـد شريان الحياة في المنطقة، إذ لا يقتصر دوره على التحكم بمياه السيول فقط، بل بات رمزًا للتنمية الزراعية والاستدامة البيئية.

والسد ليس مجرد بناء خرساني يمنع تدفق المياه، بل هو قصة نجاح تجسد قدرة المملكة على تحويل التحديات البيئية إلى فرص للتنمية، إذ ساهم في أن تصبح منطقة جازان أكثر ازدهارًا، حيث تجتمع فيه الزراعة، والاستدامة البيئية، والجمال الطبيعي لتروي حكاية من العمل الدؤوب من أجل مستقبل أفضل.

فكرة إنشاء سد وادي جازان بدأت في أواخر ستينيات القرن الماضي، حينما كانت المنطقة تعاني من تدفق السيول الموسمية التي تُلحق أضرارًا كبيرة بالأراضي والمنازل، وتضيع معها كميات هائلة من المياه العذبة، وافتتحه الملك فهد بن عبدالعزيز في عام 1971م ليصبح حصنًا منيعًا يحمي المنطقة من الفيضانات، ويعيد توجيه هذه المياه الغنية لصالح التنمية الزراعية.

ويقع السد على بعد 16 كيلومترًا شمال شرق مدينة أبو عريش ، ويبلغ ارتفاعه نحو 43 مترًا، وطوله 316 متراً ، مع قدرة تخزينية تتجاوز 54 مليون متر مكعب من المياه في الوقت الحالي، إذ يُعد هذا المخزون المائي موردًا حيويًا لري آلاف الحقول من الأراضي الزراعية التي تعتمد على المياه المحجوزة خلف السد.

وأصبح سد وادي جازان العمود الفقري للزراعة في المنطقة، حيث يستفيد المزارعون من المياه المخزنة لري محاصيلهم، بما في ذلك الحبوب والخضروات والفواكه، ويُعد جزءًا من منظومة دعم الأمن الغذائي في المملكة، لإسهاماتها في زيادة الإنتاج الزراعي وتوفير فرص عمل لسكان المنطقة.

كما أن دور السد لا يتوقف عند الزراعة، بل يشمل دعم النظم البيئية المحلية، فقد أوجدت بحيرة السد بيئة مناسبة لنمو النباتات والحياة البرية، لتصبح محطة جذب للطيور المهاجرة ومركزًا للتنوع البيولوجي في المنطقة.

لم يقتصر الأمر على ذلك، ولكن بات سد وادي جازان وجهة سياحية يقصدها العديد من الزوار للتمتع بجمال الطبيعة المحيطة به، وتتنوع الأنشطة الترفيهية هناك بين التنزه في المناطق المحيطة وقضاء أوقات ممتعة مع العائلة، علاوة على أن البحيرة التي شكلها السد أصبحت مقصدًا لعشاق التصوير والطبيعة، لما يتوفر بالمكان من مشاهد خلابة تستحق الزيارة.

**carousel[9422932,9422935,9422933,9422937,9422938,9422939]**