تتجدد مع حلول اليوم الوطني في كل عام، ذكرى مسيرة النصر والشجاعة التي قادها الملك عبدالعزيز من الكويت باتجاه الرياض وفي معيته 60 رجلاً، -نواة الجيش العربي السعودي-، والتي تجلت من خلالها مدى التكاتف بين رجال مخلصين تحت راية قائد فذ شجاع رزين لتحقيق النصر واستعادة الرياض.
وزاد عدد المحاربين مع الملك عبدالعزيز حتى تم تنفيذ أولى خطوات تنظيم الجيش العربي السعودي بإيجاد فرق محاربين تم تشكيلها وهي جيش الجهاد من رجال الحاضرة، وجيش الإخوان من رجال البادية، ليستمر ذلك حتى انتهت مرحلة توحيد أقاليم المملكة، ومن ثم يشرع الملك عبدالعزيز بإعادة تنظيم الحاميات العسكرية الموجودة سابقًا في الحجاز، فصدر تشكيل مفرزة ينبع، وذلك في الـ 23 من شوال من عام 1344هـ.
وأمر الملك عبدالعزيز في عام 1348هـ - 1929م، بتشكيل أول نواة لوحدات الجيش السعودي النظامي تتكون من ثلاثة قطاعات، وهي أفواج المشاة، والمدفعية، والرشاشات، حيث يعادل الفوج كتيبةً بوقتنا الراهن، ويتراوح عدد أفراده من 659 إلى 962 فردًا، وكان قطاع الرشاش يتكون من أربع سرايا، ويبلغ عدد أفراد السرية قرابة 112 فردًا، ويتضمن القطاع ثماني قطع رشاش.
كما شهدت القوات النظامية زيادة في عددها ومهامها الإدارية والتنظيمية، حتى استوجب تشكيل وكالة للدفاع مع استمرار وجود مديرية الأمور العسكرية وذلك في عام 1353هـ الموافق 1934م وتسمية الطائف مقرًا لها، وتعيين الشيخ عبدالله بن سليمان أول وكيل لوكالة الدفاع، فيما رافق ذلك التشكيل إعادة تشكيل وحدات الجيش إلى سلاح المشاة، وسلاح المدفعية، وسلاح الفرسان.
وأُعيد في عام 1355هـ - 1936م تشكيل المدرسة العسكرية في الطائف التي أصبحت مركزًا للتدريب، كما ألغيت في عام 1358هـ مديرية الأمور العسكرية وشكلت بدلًا عنها رئاسة أركان حرب الجيش المرتبطة بوكالة الدفاع.
ونتيجة للتوسع الهائل في أعمال الدفاع، وزيادة متطلباته صدر مرسوم ملكي بتاريخ 05 ذي القعدة 1363هـ الموافق 10 نوفمبر 1943م يقتضي إنشاء وزارة للدفاع والمفتشية العامة لتحل بدلًا عن وكالة الدفاع، وتعيين الأمير منصور بن عبدالعزيز أول وزير لها، وأسست أولى المدارس للإشارة، واللاسلكي، ومدرسة للصحة والإسعاف، ليكتمل تأسيس اللبنة الأولى للجيش العربي السعودي، والقوات البرية.
وبعد وفاة الملك عبدالعزيز استمر أبناؤه الملوك من بعده في تدعيم وتطوير الجيش السعودي، وإحداث قوات متخصصة لحماية أراضي المملكة وتدعيمها بأحدث الأسلحة وتأهيل منسوبيها على أفضل الممارسات.
وبدأ العصر الحديث للجيش السعودي بصدور الأمر السامي بتعيين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزيرًا للدفاع والطيران ومفتشًا عامًا للجيش، حيث أصدر توجيهاته بتعديل مسمى الجيش العربي السعودي إلى القوات البرية الملكية السعودية، وذلك بتاريخ 27 ذي الحجة 1396هـ، وإعادة تشكيل رئاسة أركان حرب الجيش لتصبح رئاسة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية.
وجرى أول مشروع لامتلاك المملكة لطائرات مقاتلة من طرازي وستلاند وابيتي البريطانية في عام 1348هـ - 1929م، واقتصرت مهامها على المراقبة والاستطلاع من أول قاعدة جوية بجزيرة دارين في المنطقة الشرقية، فيما أصدر أمره الكريم بنقلها إلى مدينة جدة وإنشاء أول مدرسة سعودية للطيران لتعليم وتدريب قيادة الطائرات وصيانتها، وذلك في عام 1349هـ الموافق 1930م.
واستمرارًا لتطوير سلاح الطيران الحربي طلب الملك عبدالعزيز من الحكومة البريطانية تدريب وتطوير أطقم الطيران، حيث كانت تمتلك المملكة القليل من الطائرات الحربية، وجرى ابتعاث أول عشرة خريجين سعوديين بعد أن دُرِّبُوا في الطائف إلى بريطانيا في عام 1368هـ.
وعقب تعيين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزيرًا للدفاع والطيران ومفتشًا عامًا، نُقِل سلاح الطيران من مدينة جدة إلى مدينة الرياض وتم تغيير مسماها من مديرية سلاح الطيران إلى سلاح الطيران الجوي الملكي السعودي بعد فصل الطيران المدني عنها، قبل تغيير مسماه لاحقًا إلى القوات الجوية الملكية السعودية.
وشهدت القوات الجوية العديد من القفزات في التسليح وامتلاك العديد من الطائرات التدريبية، والمقاتلة والتي تعد من أفضل الطائرات في العالم، حتى أضحت القوات الجوية في مصاف نظيراتها في العالم.
وتماشياً مع التطور الحديث، ولما تحظى به المملكة من مقومات ومناطق حيوية ومناطق حساسة تمثل مصادر للثروة تستوجب الحماية، فقد بدأت المملكة في إنشاء قوة للدفاع الجوي، وذلك في عام 1375هـ ضمن تشكيل سلاح المدفعية بالقوات البرية، واشترت مدفعا عيار 30 ملم و40 ملم، ودُرِّب الضباط السعوديون في مدرسة المدفعية بالطائف، وجمهورية مصر العربية على استخدام تلك المدافع.
وتقرر بعد ذلك فصلها عن سلاح المدفعية في عام 1386هـ، وأصبـح سلاحًا مستقلًا، وذلك بعدما اتسعت تشكيلاته ومهامه، ليصدر الأمر السامي الكريم بأن يكون الدفاع الجوي قوة مستقلة متخصصة رابعة باسم قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، وذلك في عام 1404ه.
وتقوم قوات الدفاع الجوي بحماية مقدرات المملكة واعتراض كل ما يهدد أمن المملكة جوًا، وذلك بسواعد أبنائها خريجي كلية الملك عبدالله للدفاع الجوي، ومعهد قوات الدفاع الجوي، ومدرسة قوات الدفاع الجوي.
وأما القوات البحرية، فقد تم إنشاء القوات البحرية الملكية السعودية بين عام 1376هـ و1377هـ وسميت آنذاك بسلاح البحرية، وفي عام 1380هـ انضم زورق الرياض إلى الخدمة في القوات البحرية ليكون أول قطعة بحرية تمتلكها القوات البحرية، ومنذ ذلك الحين استطاعت المملكة إحداث نقلات كبيرة في تطوير ترسانتها العسكرية والبحرية.
وتحظى اليوم وزارة الدفاع بجميع قواتها وأفرعها باهتمام بالغ من القيادة، للوصول بها إلى مصاف أوائل القوات المسلحة في العالم، وذلك من خلال وثيقة تطوير وزارة الدفاع المشتملة على رؤية وإستراتيجية جديدة، ونموذج تشغيلي مستهدف للتطوير، وهيكل تنظيمي، وحوكمة ومتطلبات للموارد البشرية أُعدت على ضوء إستراتيجية الدفاع الوطني.
**carousel[9422994,9422993,9422995,9422996,9422998,9423102,9423105,9423101,9423103,9423104,9423106]**