تحظى المدينة المنورة بالرعاية والاهتمام والتطوير والبناء على مر العصور، لمكانتها الإسلامية والثقافية، والتاريخية، والاجتماعية، حيث تذخر بمجموعة من المتاحف والمعارض التي جعلتها مركزًا ثقافيًا يتعرف فيه الزوار على التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية.
ويُعد "متحف وبستان الصافية" أحد هذه المتاحف التي تعد نموذجًا ثقافيًا وسياحيًا، يجمع المعرفة مع الترفيه، والكثير من العناصر المبتكرة التي تثري تجربة الزوار، حيث يقع بالمنطقة المركزية جنوب المسجد النبوي الشريف، على مساحة أكثر من 4.400 متر مربع.
ويحتوي المشروع على الحديقة الثقافية، ومنطقة العرض المتحفي من خلال توظيف الإمكانات السمعية والبصرية المتكاملة، والمناطق المخصصة للخدمات التجارية والترفيهية بما يلبي احتياجات جميع الزوار، وتصاميم البناء المستوحاة من التراث المديني، وبساتين النخيل الموزعة بطريقة هندسية بين الطوابق على شكل مدرجات تحيط بها الأحواض والنوافير المائية.
كما يحتوي على متحف "قصّة الخلق" الذي يُقدّم عرضًا متكاملًا بعدة لغات عن قصة الخلق منذ بداية نشأة الكون، مرورًا بقصص الأنبياء والمرسلين، إذ يعتمد المتحف على السردية المعرفية التي يعيشها الزوار داخل المتحف.
ويحكي "معرض عمارة المسجد النبوي" قصة مراحل بناء المسجد النبوي، ويُعد نقلة نوعية في عرض تاريخ عمارته عبر مراحل زمنية مختلفة، من خلال تقنيات حديثة تُشبع فضول الزوار، حيث يقع على مساحة إجمالية تقدر بـ 2200م2، ليستعرض تاريـخ العمارة والتوسعات التي شهدها منذ بنائه الأول، مرورًا بالتوسعة الأولى في عام 7 هـ، والتوسعات التاريخية اللاحقة إلى العهد السعودي الزاهر.
ويضم المعرض بين جنباته تقنيات حديثة، وأكثر من 187 شاشة تفاعلية مع الزوار، و 35 شاشة عرض كبيرة في قاعات العرض المرئي، ونماذج معمارية ومجسمات لتوسعات المسجد عبر التاريخ, وقاعة خاصة بالمقتنيات تضم عددًا من المقتنيات والقطع الأثرية النادرة، بالإضافة لمنبر السلطان الأشرف قايتباي الذي أهداه للمسجد النبوي في عام 888هـ وبقي فيه حتى عام 998هـ.
فيما يشارك "المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية"، في تقديم تجربة إثرائية لضيوف الرحمن زوار المدينة المنورة من خلال العروض التقنية الإبداعية، التي تسلط الضوء على حجة النبي صلى الله عليه وسلم والأماكن والبلدان التي مر بها أثناء حجته وعمرته بعدة لغات، تواكب تنوع الجنسيات والحضارات واللغات للزوار.
ويتضمن المتحف عددًا من الأقسام التفاعلية بتقنيات معاصرة تسهم في تعريف ضيوف الرحمن بالسيرة النبوية، والمجسمات المتنوعة لمكة المكرمة والمدينة المنورة وطريق الهجرة، وأطالس وخرائط ووسائل تعليمية متنوعة، ووسائل تقنية حديثة من شاشات عرض تفاعلية، تجعل ضيف الرحمن يعيش أبعاد السيرة النبوية والمشاهد والآثار التاريخية والمقتنيات التي وردت في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
ويحوي المعرض مجسمات تقدّم وصفًا مرئيًا لطريق الهجرة النبوية، وأبرز المواقع التي مرّ بها الرسول الكريم والأحداث التي صاحبت هجرته، ويتيح لزائريه مشاهدة مجسمات تقريبية صمّمت بشكل وصفي لمكة المكرمة وللمدينة النبوية؛ لتجسّد الطبيعة العمرانية والمعالم الطبيعية في عهد النبي، وكذلك نبذة عن أهم مراحل إعمار وتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي منذ بداية تشييدهما حتى وقتنا الحاضر.
ويشتمل هذا المعرض والمتحف على أكثر من 25 جناحًا رئيسًا يندرج تحتها عشرات الأقسام والموضوعات، كما يشتمل على متحف نبوي حضاري يستخدم تقنية جديدة لأول مرة يتم فيها الدمج بين تقنية الماجيك بوكس والهولوجرام، حيث تُرجمت محتوياته إلى 6 لغات عالمية حية كونها مرحلة أولى، بجانب لغة العرض الأصلية (اللغة العربية)؛ حرصًا على وصول الرسالة إلى أكبر قدرٍ من الجمهور المستهدف.
كما يضم قاعات للسينما التفاعلية 4DX، وقاعة التعليم بالترفيه، ومجسمات متنوعة لمكة المكرمة والمدينة المنورة وطريق الهجرة، وأطالس وخرائط ووسائل تعليمية متنوعة، ووسائل تقنيات حديثة من شاشات عرض عملاقة، تُعد الأكبر في الشرق الأوسط، وشاشات تفاعلية وعرضا ثلاثي الأبعاد 3D، وعرضا باستخدام تكنولوجيا (التصوير التجسيمي)، وتكنولوجيا (الواقع الافتراضيVirtual Reality) وتكنولوجيا (الواقع المعزز Reality) وتكنولوجيا الأوجمنتد ريالتي.
**carousel[9423097,9423088,9423095,9423092,9423086,9423091,9423084,9423085,9423094,9423089,9423096,9423087,9423090]**