تحدثت مصادر متطابقة، عن حدوث تقدم خلال الساعات الماضية، فيما يتعلق بالتوصل إلى هدنة مؤقتة مدتها 21 يوماً في لبنان، والتي دعت إليها 10 دول في بيان مشترك بينها الولايات المتحدة، والسعودية، وقطر، والإمارات.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو للصحفيين بنيويورك، عقب اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في لبنان، إن الساعات القليلة الماضية شهدت تقدماً مهماً بخصوص الهدنة "وسنواصل جهودنا في الساعات المقبلة".
فيما اعتبر مسؤول أمريكي رفيع المستوى أنّ النداء المشترك الذي أصدرته الولايات المتحدة ودول عديدة أخرى لوقف فوري مؤقت لإطلاق النار في لبنان يمثّل "اختراقاً مهماً"، مبدياً أمله في أن يؤدي أيضاً إلى "تحفيز" الجهود الرامية للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
وكان البيان المشترك الصادر عن 10 دول بينها الولايات المتحدة والسعودية وقطر والإمارات شدد على أهمية التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني من أجل منح فرصة للدبلوماسية.
وطالب البيان بوقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً، ودعا جميع الأطراف، بما في ذلك حكومتا إسرائيل ولبنان، إلى الموافقة على وقف إطلاق النار المؤقت فوراً وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701 وإعطاء فرصة حقيقية للتوصل إلى تسوية دبلوماسية.
من ناحيته، رحب نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية بالدعوة لوقف إطلاق النار، قائلاً إن مفتاح تنفيذ هذه الدعوة هو مدى التزام إسرائيل بتطبيق القرارات الدولية.
وجاء النداء في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس (الأربعاء)، أنه يستعدّ لشنّ هجوم بري محتمل على لبنان، حيث واصلت طائراته لليوم الثالث على التوالي شنّ غارات كثيفة ضد أهداف تابعة للتنظيم المسلح المدعوم من إيران.
وعلى الصعيد الميداني، قال الجيش الإسرائيلي، إنه قصف ليلة أمس نحو 75 هدفاً لـ"حزب الله" في البقاع وجنوب لبنان بينها مخازن أسلحة، وسيستمر في الهجوم من أجل ضرب قدرات "حزب الله" وبنيته التحتية العسكرية.
ووسّعت إسرائيل غاراتها الجوية على لبنان أمس، لتقتل 72 شخصاً على الأقل، بحسب إحصاء لرويترز استناداً إلى بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
وتستهدف غارات إسرائيلية عنيفة منذ الاثنين الماضي جنوب لبنان وشرقه، في تصعيد حاد للنزاع المتواصل بين إسرائيل والحزب منذ أكتوبر الماضي، على خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة. ووفق وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض تسبب الغارات يوم الاثنين وحده في مقتل 558 شخصاً غالبيتهم من "العزّل الآمنين"، وأكثر من 1800 جريح.