أكد المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة، أن المملكة قدمت دعماً للسودان بأكثر من 3 مليارات دولار أمريكي، شملت مساعدات إنسانية بلغت قيمتها 132 مليون دولار أمريكي موزعة على العديد من المناطق الجغرافية والقطاعات الإنسانية.

وأضاف "الربيعة"، خلال إلقائه كلمة المملكة في اجتماع حول تكلفة التقاعس عن الاستجابة في السودان على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن جهود مركز الملك سلمان للإغاثة قبل اندلاع الأزمة في أبريل 2023، تحولت نحو تنفيذ تدخلات أكثر استدامة، إلا أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة بسبب هذا الصراع بددت تلك المكاسب.

وأوضح أن هذه الأوضاع اضطرت المملكة للعودة لتقديم المساعدة الفورية، مفيدًا بأن المركز ضاعف جهوده في نطاقات الاحتياج بالسودان، حيث نفذ منذ أبريل 2023، أكثر من 70 مشروعًا إنسانيًا بتكلفة تجاوزت 73 مليون دولار، وذلك بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى.

وأشار إلى جهود المملكة منذ بداية الأزمة الإنسانية في السودان، لإيجاد سبل لإعادة الأمل إلى شعبه، وأولها إعلان جدة الذي استهدف ضمان حماية المدنيين ووصول المساعدات الإغاثية العاجلة لهم، مؤكدًا أن الشعب السوداني يواجه تحديات هائلة، ويعمل على التغلب عليها.

ولفت المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إلى أن جهود مجموعة "العمل من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان" ساعدت مؤخرًا في الوصول إلى آلاف المحتاجين في دارفور، مؤكدًا أن التصعيد الأخير في بعض المناطق أدى إلى تفاقم الوضع المتدهور، وأجبر الملايين على الفرار من منازلهم.

ونوه بتتابع الجسور الإغاثية السعودية الجوية والبحرية من خلال المركز، والتي يتم تمويلها عبر الدعم الحكومي والشعبي من خلال إطلاق المركز "الحملة الشعبية لإغاثة الشعب السوداني" التي بلغت التبرعات من خلالها أكثر من 125 مليون دولار.

ورأى "الربيعة" أنه بالرغم من الجهود التي يبذلها المركز، فلا تزال التحديات موجودة، مشددًا على أن تبعات الأزمة تستوجب تضافر جهود الجميع لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين دون قيود، مع تنفيذ استجابة مستدامة ومنسقة، ووصول آمن وغير مقيد إلى المناطق المتأثرة بالنزاع.

ودعا المجتمع الإنساني إلى ضرورة التعامل مع الأزمة الإنسانية التي يشهدها السودان بعيدًا عن الاعتبارات السياسية؛ خاصة أن مأساته الإنسانية تستوجب تجاوز الانقسامات، مؤكدًا إمكانية إحداث تغيير حقيقي يضمن تمتع جميع الشعب السوداني بفرص متساوية لإعادة بناء حياتهم.

**carousel[9423911,9423908,9423909]**