تصدر اسم القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، هاشم صفي الدين، الأسماء المرشحة لقيادة جماعة "حزب الله" اللبنانية الحليفة لإيران، عقب تأكيد اغتيال أمينها العام حسن نصر الله بغارة إسرائيلية في بيروت.
ويُعد صفي الدين الرجل الثاني في الجماعة اللبنانية الموالية لإيران، حيث تولّى رئاسة المجلس التنفيذي بعد استدعائه من مدينة قم التي قضى بها عدة سنوات (منذ 1994) جرى فيها إعداده لخلافة ابن خالته نصر الله، وذلك بإشراف صهره وسلفه في قيادة فيلق القدس قاسم سليماني، فضلاً عن القائد الأمني السابق للحزب عماد مغنية.
كما وُصف، وفقاً لـ"الشرق الأوسط" بظل نصر الله لما بينهما من شبه كبير في الشكل والتوجهات وطريقة التفكير، كما يشارك ابن خالته لثغة الراء، حيث قد لا يستطيع من لا يعرفهما جيداً التمييز بينهما، إلا أنه ترك الملفات الاستراتيجية للحزب بيد نصر الله.
وتأثرت الأفكار السياسية لصفي الدين بفكرة ولاية الفقيه التي يُعد من أكبر الداعمين لها في لبنان، فقد تطرّق في إحدى كتاباته إلى تجربة رجال الدين الشيعة في قم وأهميتها مقارنة بتجربة النجف، وتأثيرها على الفكر السياسي لدى الشيعة بلبنان.
وعلى مدى 3 عقود، أدار صفي الدين مؤسسات الحزب بكفاءة عالية، فقد تولّى العديد من الملفات الحساسة، وعلى رأسها إدارة أموال "حزب الله" واستثماراته في الداخل والخارج، إلا أن علاقته بالجناح العسكري ظلت وثيقة على الرغم من تميّزه في الجناح التنفيذي.
كما يُعد المسؤول الأول عن مجموعة الاستثمارات الهائلة التي يديرها المجلس التنفيذي، والتي تهدف إلى تأمين الاستقلالية المالية للتنظيم وتمويله بأموال مرصودة بشكل أساسي للعمل العسكري، والتي يقدرها البعض بمليارات الدولارات، والتي تنتشر في لبنان والعالم العربي وأفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية.
وتربط هاشم صفي الدين المدرج على قائمة الإرهاب الأميركية منذ عام 2017، علاقات ممتازة بطهران، حيث طرحت الصحف الإيرانية اسمه لخلافة نصر الله قبل 16 عاماً، فيما أكّد قياديون بارزون في الحزب أن اختياره يمتد لأبعد من ذلك، حيث برز كمرشح لقيادة الحزب بعد عامين فقط من تولي نصر الله المنصب عام 1992.
وظل صفي الدين مختفياً لفترة طويلة عن الأوساط السياسية اللبنانية، إلى أن دفعته الإجراءات الأمنية المشددة المحيطة بحسن نصر الله، إلى الظهور محله في جنازات عناصره وقياداته، أو خلال قتال الحزب في سوريا ضد المعارضة إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، أو في مناطق انتشاره الأخرى لمساندة البرنامج الإقليمي الإيراني.
وسعى المرشح الأبرز للخلافة إلى الدراسة الدينية في مدينة قم الإيرانية، التي كانت تشهد في تلك الفترة اتساعاً متزايداً في طلابها ونفوذها السياسي والديني بعد الثورة الإيرانية عام 1979، حيث يشاع أنه من مواليد عام 1964 في بلدة دير قانون النهر التابعة لمنطقة صور في الجنوب اللبناني.