أكد أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج جاسم البديوي، أن التصعيد في الأراضي اللبنانية لا تقتصر آثاره على منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل تهدد السلم والأمن الدوليين، وتقويض جهود السلام في العالم.

ودعا "البديوي"، خلال كلمته في المؤتمر الصحفي في افتتاح أعمال الاجتماع الاستثنائي الـ45 للمجلس الوزاري لدول الخليج، الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة، إلى الحفاظ على أمن المنطقة والعالم، وعدم اتساع رقعة الحرب، واضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته في الحفاظ على أمن المنطقة واستقراره وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، مطالبًا أطراف التصعيد كافة بضبط النفس وتغليب لغة الحوار وتجنب العنف.

وأصدر المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بياناً في ختام اجتماعه الاستثنائي الخامس والأربعين، أكد فيه على وقوف دول مجلس التعاون إلى جانب الشعب اللبناني بمكوناته كافة في هذه المرحلة الحرجة، داعياً إلى تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لتقديم الدعم الإنساني العاجل للبنان للتخفيف من معاناة المدنيين، وحمايتهم من أي تداعيات خطيرة.

ودعا المجلس إلى ضبط النفس، وتجنب الانخراط في النزاعات الإقليمية والحيلولة دون اتساع دائرة النزاع في المنطقة، مشدداً على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، والقرارات الدولية ذات الصلة واتفاق الطائف، لاستعادة الأمن والاستقرار الدائم في لبنان، وضمان احترام سلامة أراضيه واستقلاله السياسي وسيادته داخل حدوده المعترف بها دوليًا.

وشدد على ضرورة المضي في تسوية دبلوماسية تجنب المنطقة خطر نشوب حرب إقليمية، مرحباً بالبيان الصادر في 27 سبتمبر 2024م، في مدينة نيويورك، عن الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لبحث تصعيد الهجمات العسكرية الإسرائيلية ضد دولة فلسطين والجمهورية اللبنانية، مؤكداً في الوقت نفسه على مضامين البيان الوزاري المشترك الصادر بتاريخ 25 سبتمبر 2024م، عن الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر، والولايات المتحدة الأمريكية، وعدد من الدول الأخرى، والذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً عبر الخط الأزرق الفاصل للحدود الجنوبية للبنان.

واستعرض الاجتماع الذي شارك فيه وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، التطورات الخطيرة والتصعيد المتزايد المزعزع لأمن واستقرار المنطقة، بما في ذلك في جمهورية لبنان وقطاع غزة، والانتهاكات الخطيرة في الضفة الغربية، وتهديد المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الدينية، وبين إسرائيل وإيران.

دان المجلس الوزاري التصعيد في الأراضي اللبنانية والفلسطينية، وحذر من التداعيات الخطيرة جراء هذا التصعيد التي لا تقتصر آثارها على هذه المنطقة وحدها، وإنما تتعدى ذلك إلى دائرة أوسع، وما يترتب عليه من تهديد للسلم والأمن الدوليين، وتقويض لجهود السلام والأمن في المنطقة والعالم، مؤكدًا ضرورة حماية أمن المنطقة وعدم اتساع رقعة الحرب،كما طالب المجلس الوزاري المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة وتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالمنطقة.

ولفت إلى وقوف مجلس التعاون إلى جانب الشعب الفلسطيني وإدانته للعدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية، مطالبًا بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء الحصار المفروض على القطاع، والإفراج عن الرهائن والمعتقلين، مشددًا على أهمية فتح جميع المعابر بشكل فوري دون شروط، وضمان تأمين وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية والإمدادات الطبية والاحتياجات الأساسية لسكان قطاع غزة، وذلك في إطار الالتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

كما أكد على دعم مجلس التعاون الخليجي الكامل للجهود المتواصلة في سبيل إتمام التوصل إلى وقف إطلاق النار والمعالجة العاجلة للأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، مشيدًا بالدور البناء الذي تقوم به دول مجلس التعاون مع شركائها الإستراتيجيين، خاصةً الولايات المتحدة الأمريكية، لخفض التصعيد وتعزيز الأمن والاستقرار وحماية الملاحة البحرية في المنطقة، وضمان أمنها واستقرارها وازدهارها.

ونوه إلى أهمية جهود اللجنة الوزارية برئاسة المملكة التي شكلتها القمة العربية الإسلامية المشتركة الاستثنائية لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والتحرك على المستوى الدولي لمساندة جهود دولة فلسطين في نيل اعتراف مزيد من دول العالم، ودعمها للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وعقد مؤتمر دولي للسلام، مشدداً على دعم المجلس الوزاري مركزية القضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ودعم سيادة الشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو 1967م، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وداعيًا الدول كافة إلى استكمال إجراءات اعترافها بدولة فلسطين.

وعبر المجلس الوزاري عن دعمه لنتائج الاجتماع الوزاري الذي عقدته اللجنة الوزارية برئاسة المملكة العربية السعودية، التي شكلتها القمة العربية الإسلامية الاستثنائية، بالمشاركة مع مملكة النرويج والاتحاد الأوروبي وإطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"، في سبيل تجسيد الدولة الفلسطينية، تنفيذًا للقرارات الأممية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.

بدوره أكد أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج جاسم البديوي، أن التصعيد في الأراضي اللبنانية لا تقتصر آثاره على منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل تهدد السلم والأمن الدوليين، وتقوض جهود السلام في العالم.