انتقد إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب ما يحدث من إبادة للشعب السوري تحت مرأى ومسمع من العالم ولا يحرك أحد ساكنا.

وقال في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام: "إن قنوات الفضاء تمطرنا بمشاهد القتل والترويع والتي تجري على سوريا وقد أمن سفاحها من انتهاض الأمم خصوصا الغربي والشرقي منها، ولم تعد تلك المشاهد تزعجه بل ربما احتسبها دعاية لإرهاب شعبه، لم يعد كل ذلك يزعجه ما دام أن طاغية الشام حذر أن يخلفه المسلمون في الحكم، واقتنعت أمم بذلك التحليل ولم يدر المغرر بهم من أمم العارض أن المسلمين والسنة منهم خصوصاً لم يكونوا خلفه فحسب بل كانوا هم سلفه وسلف حزبه بقرون".

وأكد أنه موقف مخجل أن يباد شعب ويمتنع العالم عن القيام بواجبه الدولي والأخلاقي لأنهم مسلمون أو سنة، متسائلا: "هل هذه قيم؟ وهل هذه مبادئ؟".

وأشار إلى أن العلاقات الدولية المعاصرة قائمة على المصالح القومية لا على الأخلاق والمبادئ والقانون إذا لم يتفق مع المصالح، وأنه في المئة عام السالفة والتي نشأت بها منظمات تعنى بالإنسان وحقوقه وتحترم ثرواته وأراضيه لم يسجل التاريخ أن بلدا مسلما غزا بلدا غير مسلم في حين أن العكس حاضر بكل الم في مشهد العالمين حتى أن الشبهة أو مجرد التهمة كافٍ لغزو بلد مسلم وقتل مليون من أبنائه ونهب ثرواته وتدمير مقدراته والاعتداء على تاريخه وحضارته ثم يتبين أن الشبهة غير صحيحة ويمر الحال بغير اعتذار ولا تعويض.

وأرجع آل طالب ذلك إلى الخوف من الإسلام والتخويف منه والذي ما زال حاضرا في القرارات العالمية والمحافل الدولية فضلا عن وسائل الإعلام حيث ما زال السياسيون والإعلاميون يصرون على تثبيت صورة الإسلام انه ثقافة عدوانيه وان التسامح ثقافة الغرب.

وبين أن لهذه الفرية آثاراً سلبية على المسلمين وعلى غيرهم، فهي "تهدم جسور الثقة والتعاون وتحطم العلاقات الدولية وقيام المصالح بين بني البشر وتغذي جذور العداء والإرهاب وتمثل تهديداً وإنكاراً للحقوق المتساوية والتفرقة على أسس دينيه وعنصريه إضافة إلى المضايقات والعنف والقيود على الحرية الشخصية كما أنه تشويه للحق الذي جاء من عند الله ووصل الأمر بسبب فرية التخويف من الإسلام إلى التحريض وإثارة الأحقاد الدينية وتعدي البعض إلى إهانة وتدنيس المقدسات الإسلامية وانتهاك الحرمات الدينية وربط صور المسلمين ومظاهرهم بموضوعات تتحدث عن الإرهاب".