بفارغ الصبر وبلهفة المشتاق إلى الحبيب الغائب والبشير القادم بالأنباء السارة التي تسعد القلوب وتريح الأفئدة، يترقب العرب موسم "الوسم" في هذا التوقيت من كل عام، ليقبل عليهم وهو يزفّ إليهم بشريات الأمطار التي تحيي الأرض وتنعش الحياة.

الموسم المميز يحمل أيضا نسائم الأجواء الخريفية المميزة ذات الذكريات السارة للكبار والصغار، ولذا أطلق عليه في الجزيرة العربية، موسم الخير وموسم البركة، نظرا لأنه يطل بالأجواء المعتدلة والأمطار التي تروي الأرض وتسقي الزرع، وتنعش كل ما هو كائن حي.

وبالفعل، بدأت بشريات موسم "الوسم" في المملكة منذ أيام بالأمطار المتوسطة المصحوبة بزخات من البرد على العديد من المناطق، ما ساهم في ارتداء معظم سهول وأودية بل وقمم جبال تلك المناطق حلة خضراء، بعد نمو نباتاتها وشجيراتها وأزهارها.

وبحسب أستاذ المناخ بجامعة القصيم "سابقًا" نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية الدكتور عبدالله المسند، فإن وقت دخول موسم الوسم يختلف من حساب إلى آخر ففي حين تقويم أم القرى يجعل دخوله في 16 أكتوبر حيث يأتي بعد موسم "سهيل" الذي ينتهي في 15 أكتوبر، بينما حسابات أخرى تجعل بدايته في 10 أكتوبر كما عند ابن بسام الفلكي.

وينتهي "الوسم" في 6 ديسمبر فيكون عدد أيامه 52 يوماً، وفق المسند، الذي أضاف أن الوسم ليس بمنزلة أو نجم في السماء وإنما هو مصطلح يضم أربعة منازل قمرية "العواء، السماك، الغفر، الزبانا".

ويتفق الخبير في الطقس خالد الزعاق، مع المسند في أن موسم "الوسم" يأتي بعد انتهاء "سهيل"، ويعد أهم مواسم السنة على الإطلاق ومدته 52 يوماً، موضحا أنه سُمّي وسماً لأن المطر إذا نزل خلاله فإنه يسِم الأرض بجميع أنواع الربيع والفقع، "وفيه يبدأ البادية بالترحال للبحث عن المرعى الموسوم، وفي نهايته نرتدي الملابس الشتوية".