شهد المنتدى اللوجستي العالمي 2024 قبل اختتامه توقيع أكثر من 65 اتفاقية ومذكرة تفاهم، بقيمة إجمالية تجاوزت 16 مليار ريال، بتنظيم من وزارة النقل والخدمات اللوجستية في الرياض، خلال الفترة من 12 إلى 14 أكتوبر.
كما شهد المنتدى، الذي افتتحه وزير النقل والخدمات اللوجستية م. صالح بن ناصر الجاسر، مشاركة أكثر من 130 من خبراء وقادة قطاع النقل والخدمات اللوجستية العالمية، وحضور 13 ألف زائر، حيث ضم الحضور أكثر من 15 وزيرًا و77 من قادة قطاع النقل والخدمات اللوجستية من أكثر من 30 دولة.
وقال وزير النقل والخدمات اللوجستية: "كان من دواعي سرورنا استضافة النسخة الأولى من المنتدى اللوجستي العالمي في المملكة، التي تعد بمنزلة القلب النابض لحركة التجارة العالمية؛ حيث شكَّل المنتدى ضرورةً لمواجهة التحديات المتطورة لسلاسل الإمداد العالمية".
وأضاف الجاسر: "تحت شعار (إعادة صياغة خارطة الخدمات اللوجستية العالمية)، سعينا إلى تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه المملكة في القطاع اللوجستي العالمي، مع إتاحة الفرصة لعرض الحلول المبتكرة للارتقاء بالقطاع؛ حيث جاء المنتدى في لحظة حاسمة، في ظل تصاعد الأوضاع الإقليمية، ونتطلع جميعًا في المملكة إلى إقامة النسخة الثانية من المنتدى في غضون عامين".
وقادت وزارة النقل والخدمات اللوجستية بالتعاون مع وزارة الاستثمار إعلان سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الهامة، كان من أبرزها توقيع مذكرات تفاهم مع شركة فيديكس لاستكشاف فرص الاستثمار في قطاع الخدمات اللوجستية والنقل في المملكة؛ واتفاقيات مع مجموعة سادل لإنشاء مستودعات مبردة في جدة؛ وأخرى مع شركة باسيفيك إنترناشيونال لاينز والهيئة العامة للموانئ السعودية "مواني" لاستكشاف الفرص الجديدة في الخدمات اللوجستية المتكاملة والنقل متعدد الوسائط، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للنقل وبين وزارة النقل في جمهورية مصر العربية، تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك بين الطرفين في مجال الربط البحري.
كما أعلنت وزارة النقل والخدمات اللوجستية توقيع مذكرات تفاهم مع الشركة الوطنية للشراء الموحد للأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية (نوبكو)؛ لإنشاء مراكز إقليمية جديدة لتوريد المستلزمات الطبية؛ ومع صندوق التنمية الصناعية السعودي للتعاون في تطوير خدمات النقل والخدمات اللوجستية لدعم التحول الصناعي.
فيما شهد المنتدى إعلان عدد من الاتفاقيات البارزة من قادة القطاع العالمي، من بينها إعلان شركة أجيليتي للخدمات اللوجستية توسيع مستودعاتها في المملكة، وتوقيعها مذكرة تفاهم مع الشركة السعودية للخطوط الحديدية، بالإضافة إلى إعلان شركة السعودية للشحن توقيع شراكة جديدة مع تجمع مطارات الثاني لتحسين خدمات الشحن الجوي.
كما تم إعلان مبادرات منح دراسية وتدريبية جديدة، حيث أعلنت وزارة النقل والخدمات اللوجستية اتفاقيات ضمن مسار "واعد" أحد مسارات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث في قطاع الطيران والخدمات اللوجستية بالتعاون مع كل من مجموعة السعودية، وشركة مطارات القابضة، وشركة الطائرات المروحية، وشركة التنفيذي، والخطوط الحديدية السعودية، فيما أعلنت الأكاديمية السعودية اللوجستية سلسلة من المبادرات التدريبية بالتعاون مع نيوم وجامعة القصيم ووكالة الصالحية للخدمات اللوجستية.
بينما أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني سلسلة من الاتفاقيات مع شركات مثل البحري ودانفوس، إلى جانب تسليم تراخيص مناطق الخدمات اللوجستية المتكاملة الخاصة لعدد من الجهات، في حين منحت هيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة شهادات لمجموعة ثروات وشركة مسارات للخدمات اللوجستية لإنشاء مراكز جديدة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، كما وقعت مذكرة تفاهم مع البريد السعودي لتطوير نظام عناوين جديد، يساعد المستثمرين على ممارسة الأعمال في المناطق الاقتصادية الخاصة في المملكة بشكل أكثر سلاسة.
وقد شكل المنتدى منصة عالمية لمناقشة الفرص المتاحة والتحديات لخلق قطاع مستدام، من خلال توحيد شركاء منظومة القطاع اللوجستي لتعزيز كفاءته ومرونته واستدامته؛ حيث لاقى المنتدى مشاركة واسعة لممثلين عن مؤسسات رائدة في القطاع اللوجستي، بالإضافة إلى خبراء ومتخصصين وأكاديميين واستشاريين عالميين، استعرضوا خلال جلسات المنتدى المختلفة خبراتهم حول أمن وسلامة طرق التجارة العالمية، وواقع الابتكارات الحديثة وتأثيرها في مستقبل القطاع، وسرعة سلاسل الإمداد في عالم متغير.
ومن أبرز المسائل التي ناقشها المنتدى، مدى الحاجة إلى المرونة للتخفيف من حدة عدم استقرار القطاع، وأهمية تبني التقنيات الحديثة لضمان تطوير خدمات القطاع، ودور رأس المال البشري في مستقبل الخدمات اللوجستية، وأهمية المرونة في قطاع الشحن، وتأثير الأوضاع الجيوسياسية في سلاسل الإمداد، ودور السكك الحديدية في توفير وسائل نقل مستدامة وصديقة للبيئة، والاتجاهات العالمية في الاعتماد بشكل أكبر على السكك الحديدية، كما ناقش المنتدى دور الشحن الجوي في سلاسل الإمداد وقدرته على مواجهة الأزمات والتعامل معها.
كما استعرض المنتدى المكانة الريادية للمملكة في القطاع اللوجستي العالمي، والدور البارز الذي تلعبه في ضمان سلامة حركة التجارة العالمية، في ظل ما تتمتع به من موقع استثنائي بين ثلاث قارات، وقربها من أهم الأسواق العالمية، وامتلاكها قطاعًا لوجستيًا متناميًا يساهم في جعلها وجهة مثالية لقيادة النقاشات الدولية الخاصة بالقطاع بهدف تطوير وتنمية القطاع على نطاق أوسع.
وأوصى المشاركون، في ختام فعاليات المنتدى، بضرورة تعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات والأزمات التي تواجه سلاسل الإمداد؛ لضمان حرية الملاحة البحرية وسلامتها، وتدفق الشحن البحري والجوي والسككي والبري دون انقطاع، كما دعوا إلى تشجيع الحكومات والقطاع الخاص على زيادة الاستثمار في تطوير البنية التحتية اللوجستية، بما تشمله من السكك الحديدية والموانئ المتقدمة والمطارات والطرق، مع التركيز على المشاريع التي تربط بين جنوب آسيا والشرق الأوسط وأوروبا.