كشفت الجمعية الفلكية بجدة، اليوم (الخميس)، أن سماء المملكة ستشهد اكتمال قمر ربيع الآخر الذي سيمثل ثالث بدر عملاق، والأقرب في 2024، وسيكون مشاهدًا طوال الليل، ويطلق وصف البدر العملاق على القمر البدر عندما تكون المسافة بين القمر والأرض ضمن 362,146 كلم.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن هذا البدر العملاق يُعرف باسم "بدر الحضيض"، بمعنى وصول القمر إلى أقرب نقطة من الأرض، بالرغم من ذلك فإن مصطلح القمر العملاق أكثر "جمالاً" وهو في نفس الوقت يعطي انطباعًا خاطئًا لدى الناس بأن القمر العملاق سيبدو أكبر بكثير، ولكن في الواقع لا تبدو البدور العملاقة أكبر من البدور العادية التي نراها شهريًا للعين المجردة.
وبيّن أنه سيصل القمر العملاق لحظة الاكتمال عند الساعة 02:26 بعد الظهر بتوقيت مكة المكرمة، وسيكون على مسافة 357,367 كلم، ويكون أكمل نصف مداره حول الأرض هذا الشهر.
وأشار إلى أن القمر العملاق سيشرق مع غروب الشمس من الأفق الشمالي الشرقي، وسيكون بلون برتقالي بسبب مكونات الغلاف الجوي حول الأرض التي ستبعثر الضوء الأبيض المنعكس عن القمر، وتتشتت ألوان الطيف الأزرق وسيتبقى ألوان الطيف الأحمر، ولكن بعد ارتفاعه وابتعاده عن الأفق سيظهر باللون الأبيض الفضي المعتاد.
وقال: "القمر العملاق سيكون حجمه الظاهري أكبر قرابة 14% وإضاءته أكبر قرابة 30% مقارنة بما يكون عليه في أبعد مسافة له (الأوج) من الأرض". وأضاف: "أما عند مقارنة أقرب قمر عملاق مع أغلب أقمار البدور الشهرية (المتوسط)؛ فإن حجمه الظاهري سيكون أكبر بنسبة 7% وإضاءته أكثر بنسبة 15% لذلك فإن الاختلاف ليس كبيرًا جدًا".
ولفت أبو زاهرة الانتباه إلى أن القمر العملاق لن يكون له تأثير على سلامة الكرة الأرضية باستثناء ظاهرتي المد والجزر وهو أمر طبيعي، ففي كل شهر في يوم البدر المكتمل تنتظم الأرض والقمر والشمس؛ وهذا يسبب المد والجزر واسع المدى، فالمد العالي يرتفع على نحو استثنائي وفي نفس اليوم يحدث أخفض جزر على نحو استثنائي؛ ونظرًا لأن القمر البدر سيكون قريبًا من نقطة الحضيض سوف يبرز المد في ظاهرة تسمى المد العالي الحضيضي.
يشار إلى أنه نظرًا لأن تأثير أقرب قمر عملاق سيكون شبه معدوم، فلن يؤثر في توازن طاقة كوكبنا الداخلية لأن المد والجزر يحدث يوميًا؛ لذلك لا يتوقع حدوث زيادة في النشاط الجيولوجي، أو حدوث حالات طقس غير اعتيادية.