وسط أجواء من العراقة والأصالة، تستمر فعاليات مزاد العلا للتمور على أرض الحضارات... الحدث السنوي الذي تخطى حدود المحلية وأضحى يجمع المزارعين والتجار من العديد من بلدان العالم، وصلت كمية التمور المتداولة به إلى أكثر من 200 طن باليوم الواحد، ما يعكس حجم المزاد وأهميته بين أسواق التمور.

بدأ المزاد في 13 سبتمبر الماضي ويستمر حتى 9 نوفمبر المقبل، ويُقام كل يومي جمعة وسبت من الساعة السادسة صباحاً وحتى التاسعة صباحاً، مقدماً فرصة لبيع وشراء أجود أنواع التمور في المنطقة. وقد استقطب تجارًا من دول مثل باكستان، وسوريا، والأردن، وأمريكا، بالإضافة إلى دول أوروبية وعربية أخرى.

الدلّال

"أخبار 24" في تغطيتها الخاصة للمزاد، استضافت المدير العام لإحدى الشركات المختصة بالمزادات، ناصر اللهيبي، الذي أطلعنا على خفايا المزاد ودور "الدلال" في نجاحه، موضحًا أن مهنة الدلالة تتطلب شخصية قوية وفراسة في التعامل، مشيراً إلى قدرته على جذب التجار والمزارعين والزوار، وضمان نزاهة العملية التجارية وتحقيق العدالة في عمليات البيع.

أجود أنواع التمور

من جهته، تحدث عبد الرحمن الطويلعي، وهو مالك مزارع في العلا إلى "أخبار 24"، عن أشهر وأجود أنواع التمور في المنطقة، مشيراً إلى أن العلا تشتهر بأنواع مثل (البرني، والمبروم، والمشروك، والصفاوي، والمجدول، والعجوة).

وأكد الطويلعي أن إقامة المزاد في العلا ساهم في تحسين عملية بيع التمور بشكل كبير، حيث كان التجار سابقاً يتكبّدون عناء نقل التمور إلى المدينة المنورة، مما كان يؤدي إلى فساد بعضها أحياناً أو عدم إيجاد المشترين في العلا.

تصدير التمور للعالم

بدوره نوّه التاجر الأردني عماد عجاوي، الذي يحضر للمزاد خصيصاً لتصدير التمور إلى الأردن ودول عربية أخرى، إلى جودة تمور العلا، وخاصة من نوع "المبروم"، مبيناً أنها تباع في المزاد بأسعار تبدأ من 15 ريالا للكيلو جرام، وفي تلك الدول بأسعار تتراوح بين 35 إلى 40 ريالاً، حيث تعد تمور العلا من الأكثر طلباً في الأسواق الخارجية.

توثيق عمليات البيع والشراء

في نهاية جولتنا، التقينا بندر العنزي، أحد منظمي المزاد من المركز الوطني للتمور، الذي شرح لنا آلية توثيق عمليات البيع والشراء، حيث بيّن أن التنظيم يتم وفق آلية دقيقة وموثقة لضمان حقوق البائع والمشتري، ما يساهم في تعزيز الثقة بين جميع الأطراف ويضمن استمرارية نجاح المزاد.

مزاد العلا للتمور يعد حدثاً استثنائياً يجمع بين التراث والأصالة، ويسهم في دعم تجارة التمور المحلية والدولية، ما يعكس دور العلا البارز كمركز اقتصادي وحضاري وجسر للتواصل بين المملكة والعالم.