أطلق وزير الصحة م. فهد الجلاجل، اليوم (الاثنين)، برنامج "التوأم الرقمي" الذي سيكون "انعكاساً لصحتك في جوالك... بمساعدة الذكاء الاصطناعي وأحدث التقنيات، سيقوم التوأم بقراءة واقعك الصحي وسيقدم لك أفضل النصائح الطبية"، وكلاهما ضمن تطبيق "صحتي".

كما أطلق الوزير الجلاجل الجيل الثاني من مراكز "تأكّد"، بهدف تسهيل الفحص الدوري للأفراد وتحفيزهم على متابعة بياناتهم الصحية والوقاية من الأمراض المزمنة.

وتقدم هذه المراكز ميزة الفحص دون مغادرة المركبة، ما يوفر سرعة وسهولة الوصول إلى الخدمات الطبية، بما يسهم في تحقيق مستهدفات برنامج تحول القطاع الصحي ضمن رؤية 2030، عبر تسهيل الوصول للخدمات الصحية وتعزيز جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين.

ومن المقرر أن تكون أولى محطات الجيل الثاني من مراكز "تأكّد" جاهزة للعمل في الربع الأول من العام 2025. وستسهم المراكز في تعزيز الوقاية الصحية وتحسين جودة الحياة، من خلال توفير الفحوصات الدورية والكشف المبكر عن الأمراض المزمنة.

وكشف الجلاجل، خلال كلمته في افتتاح النسخة السابعة من ملتقى الصحة العالمي، عن تسجيل مستشفى صحة الافتراضي في موسوعة غينيس كأكبر مستشفى افتراضي في العالم. وأعلن بالنيابة عن وزير التجارة رئيس مركز الإقامة المميزة، منح الإقامة المميزة لأكثر من 2600 كفاءة صحية استثنائية.

 وأعلن كذلك حصول 2,645 من الكفاءات الصحية الاستثنائية من الأطباء والممارسين الصحيين، من 56 دولة مختلفة، في 152 تخصصًا من التخصصات الصحية ذات الأولوية على الإقامة المميزة "إقامة كفاءة استثنائية".

وقال وزير الصحة: "نريد أن تكون المملكة مركزاً لمواجهة التحديات العالمية من خلال نهج حكومي واحد تحت مظلة رؤية 2030، ومن خلال تطوير تنظيمات تدعم الاستثمار في الاختراع والابتكار، وبناء نظام صحي يطلق العنان لقوة الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي، وتطوير القوى العاملة الصحية المحلية وجذب أفضل المواهب من جميع أنحاء العالم، وهذا ما يدفعنا للمضي قدماً في تحولنا الصحي بخطوات صحية وملموسة".

من جهة أخرى تناول الجلاجل خلال كلمته اعتراف منظمة الصحة العالمية مؤخراً بخلو المملكة من الدهون المتحولة الاصطناعية، وكذلك إعلانها أن المملكة أول دولة في المنطقة وصلت إلى المستوى الرابع في نضج اللقاحات.

وأشار إلى توسّع البورد السعودي ليصل إلى أكثر من 170 برنامجًا صحياً، وزيادة عدد المقاعد منذ بدء برنامج التحول الصحي قبل 5 سنواتبأكثر مما تم في 20 عامًا لتصل إلى 7000 مقعد، وحصول 3000 ممارس صحي دولي على البورد السعودي ليسهموا في سد الفجوة العالمية.

ولفت إلى نمو الاستثمار في القطاع الصحي، خاصةً وأن المملكة الأعلى في استثمارات الرعاية الصحية بالمنطقة. وبيّن الجلاجل أن عدد المؤمن لهم ارتفع من 3 ملايين في 2011 إلى 12 مليون شخص بنهاية 2023، مقدراً حجم سوق التأمين الصحي في المملكة بـ40 مليار ريال، ومن المتوقع أن يتضاعف بحلول 2030.

ونوّه وزير الصحة بنمو قطاع الأدوية في المملكة بمعدل 9.3%، ليكون الأسرع نمواً بدول مجموعة العشرين، متوقعاً وصوله إلى 72 مليار ريال في عام 2030.

وكشف أن نموذج الرعاية الصحية الحديث يخدم 28 مليون مستفيد، وهو ضعف ما أُعلن خلال نسخة الملتقى العام الماضي، وبذراعة الرقمية قدم أكثر من 50 مليون موعد واستشارة افتراضية وخدم أكثر من 30 مليون مستفيد.

وفيما يتعلق بالاستثمار في الكوادر البشرية بالقطاع الصحي، كشف الجلاجل عن مسارين تعمل عليهما "الصحة"، أولهما خاص بالكوادر الوطنية عبر زيادة مقاعد البورد السعودي وزيادة البرامج التدريبية وتعزيز برامج التوطين، والثاني تعزيز الشراكة واستقطاب الكفاءات العالمية.

إلى ذلك شهد ملتقى الصحة العالمي اليوم إعلان اتفاقيات واستثمارات بقيمة تتجاوز 50 مليار ريال، من أبرزها اتفاقية لتوطين المرافق الملتزمة بممارسات التصنيع الجيد "GMP" بين شركة صحة القابضة وشركة "بوسطن أونكولوجي" بقيمة 3 مليارات ريال، وتوقيع اتفاقية بين "نوبكو" و"سانوفي" لتوطين تصنيع ثلاث أنواع من الأنسولين في المملكة بقيمة 4 مليارات ريال.

بالإضافة إلى إعلان توسعات في مجموعة فقيه الطبية بقيمة 5 مليارات ريال، وإنشاء الموسى الصحية 5 مراكز للرعاية الأولية، ومشفيين بقيمة 3 مليارات ريال، وإعلان استحواذ دلة على مستشفى السلام ومستشفى الأحساء بالمنطقة الشرقية بسعة 749 سريرًا، وإنشاء مستشفى دلة بالرياض بسعة تصل إلى 250 سريرًا مع إمكانية للتوسع بقيمة 4 مليارات ريال، وغيرها من الإطلاقات.

وعلى هامش الملتقى وُقعت العديد من الاتفاقيات والشراكات مثل: شراكة بين مجلس الضمان الصحي وجامعة الفيصل، ومذكرة تفاهم بين جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل والمعهد الوطني لأبحاث الصحة، ومذكرة تفاهم بين وزارة الصحة ممثلة بوكالة الشؤون الهندسية والإمداد والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، ومذكرة تفاهم بين وزارة الصحة ممثلة بالمركز الوطني الصحي للقيادة والتحكم واللجنة الوزارية للسلامة المرورية، واتفاقية تعاون بين شركة لين لخدمات الأعمال وشركة علم، واتفاقية تعاون بين هيئة الصحة العامة "وقاية" ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث.

وخلال المؤتمر المصاحب للملتقى والذي حمل عنوان "استثمر في الصحة: بناء رؤية المستقبل"، أكد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية م. أحمد الراجحي أن عام 2024 شهد دخول 364 ألف مواطن ومواطنة سوق العمل لأول مرة. وأشار إلى أن الوزارة أطلقت بالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات الصلة 50 قرار توطين نوعياً بينها الصيدلية وطب الأسنان والهندسة والمحاسبة.

بدوره قال وزير الاستثمار م. خالد الفالح إن 10% من الإنفاق العالمي يذهب للرعاية الصحية بمعدل 10 تريليونات دولار سنوياً. وأبان في موضوع التخصيص أن مساهمة القطاع الخاص في تقديم الخدمات ستزيد إلى 22%.

وبخصوص تطورات برنامج التحول الصحي والصحة القابضة، قال الجلاجل إن الوزارة انتهت من المرحلة الأولى من التحول والمؤلفة من 4 مراحل فرعية وبدأت في المرحلة الثانية.

وأضاف أن البرنامج أسهم في تحقيق أرقام جيدة على مستوى خفض الوفيات، لاسيما انخفاض الوفيات الناتجة عن وفيات الطرق بأكثر من 50%، وكذلك انخفاض وفيات الأمراض المزمنة من 600 إلى 392 وفاة لكل 100 ألف.

وأشار إلى أن الوزارة تقدم للعالم من خلال هذا الملتقى تحديثات بخصوص التحول في الصحة القابضة إضافةً إلى مجموعة من الحلول العملية والملموسة التي تساهم في مجابهة التحديات الصحية التي يواجهها العالم، خاصةً ما يتعلق بمستشفى صحة الافتراضي ونموذج الرعاية الصحية وكيفية تحويل الكثير من المسارات الإكلينيكية إلى وقائية.

**carousel[9428617,9428621,9428619,9428618,9428620]**