قال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن المملكة أنجزت الكثير في "تحول الطاقة" خلال السنوات الست أو السبع الماضية، معتبراً أنه لا توجد أي دولة في العالم مرّت بهذا القدر من التحول في هذه المدة الزمنية الوجيزة وأنجزت ما أنجزته المملكة، ومؤكداً أن هذا التحول يؤكد أن هذه الدولة لا تعرف في قاموسها كلمة "مستحيل".
وأكد في كلمته بعنوان «التحول» اليوم (الثلاثاء) في الجلسات الافتتاحية لمبادرة مستقبل الاستثمار، أن المملكة تحاول تصدير كل أنواع الطاقة، عبر استخدام الاقتصاد الدائري والدخول في مجال التصنيع والمنتجات الهندسية؛ "لأننا نريد أن ننوع الاقتصاد وخلق القيمة وفرص العمل ومرونة سلسلة الإمداد".
واستعرض الأمير عبدالعزيز بن سلمان إنجازات رحلة التحول في المملكة، أبرزها الاتجاه نحو تخزين الغاز وإنشاء مدينتين صناعيتين خصيصاً لهذا الغرض، إضافةً إلى تأسيس شركة للتعامل مع الكيميائيات، وكذلك الانتقال من استخدام سوائل الوقود إلى الغاز، ليس في الكهرباء وحسب، بل في إنتاج المياه.
ولفت إلى إنتاج المملكة 44 جيجا من الطاقة المتجددة، تعادل 50% من الطاقة الاستيعابية المركبة في بريطانيا، و90% من الطاقة الاستيعابية المركبة في السويد، و100% من القدرة الاستيعابية المركبة في سويسرا والنمسا معًا.
وفيما يتعلق بالنمو في إنتاج الطاقة المتجددة؛ أكد وزير الطاقة أن المملكة ستحقق معدل 20 جيجا واط سنوياً، "ولهذا شرعنا مؤخراً في برنامج لاستكشاف طاقة الرياح والطاقة الشمسية يعد الأول من نوعه لاستكشاف مصادر الطاقة المتجددة على مساحة 850 ألف كم2 وهي تتجاوز مساحة ألمانيا وإسبانيا"، وذلك "لجمع بيانات للمواقع الملائمة للاستكشاف والتأكد من امتلاكنا مجموعة من الأراضي المناسبة لتسريع عملياتنا لبدء مشاريع جديدة، حيث يقلل ذلك تكلفة إعادة التطوير ويمسح للبنوك بالإقراض بنوع من اليقين.
وبيّن أن المملكة لا يزال لديها الرقم القياسي في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في دومة الجندل والغاط، إضافةً إلى ما "نقوم به لناحية الانتقال من الوقود السائل إلى الغاز، عبر تحويل 23 جيجا من استخدام الوقود السائل إلى الغاز، ووقعنا لوحدات وتوربينات الغاز، وألزمنا أنفسنا بتخزين الغاز، وكل عقد قمنا بتوقعيه خلال آخر عامين تضمن هذا الالتزام".
وتطرق وزير الطاقة إلى الهيدروجين الأخضر بالقول إن مسؤولين في سابك وأرامكو يجوبون العالم لتسويق الهيدروجين الأخضر السعودي، مؤكداً أن المملكة جاهزة لتصديره بأي كمية وبتكلفة مناسبة، و"نريد التأكد من إتاحة استخدامه للمستثمرين في السعودية".
وأكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان التزام المملكة بالحفاظ على 12.3 مليون برميل نفط يومياً كطاقة إنتاجية.
وأشار إلى برنامج كفاءة الطاقة الذي انطلق في المملكة عام 2012 إضافة إلى مشاريع أخرى ذات صلة أُنجزت خلال الأعوام بين 2013 و2016، بمشاركة 20 جهة حكومية وخاصة.
وأضاف أن هذا البرنامج حقق خلال أقل من نحو 11 سنة فيما يتعلق بكفاءة تكييفات الهواء ما يمكن مضاهاته بما حققته الولايات المتحدة ويناهز ما حققه الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن المملكة ستواصل مواكبة الركب.
وتابع أن ما أنجزته المملكة في تحول وكفاءة الطاقة خلال هذه الفترة يقترب مما حققته دول التعاون الاقتصادي والتنمية في 50 عامًا، مؤكداً أن هذه البرامج "تعمل في المملكة كما تعمل الساعة السويسرية".