لم يعد الحديث عن عزم الشاب السعودي وتحديه للمصاعب ضرباً من المبالغة، بعدما شهدت ميادين العمل المختلفة من تميز لهم في عدة مجالات كالاقتصاد والسياسة والتجارة والعلوم.
وبدا جليا أن الأحفاد ورثوا قوة العزيمة وصادق الإيمان من أجدادهم الذين عاشوا في شبه الجزيرة العربية الكيان المضطرب قبل توحيده تحت راية السعودية، وواجهوا صلف العيش والأحوال غير المستقرة إلى أن استطاعوا متعاضدين في بناء دولة قوية وعصرية تنعم بالرخاء والاستقرار.
في مغرب إحدى ليالي الرياض زار"أخبار 24" أحد مجمعات الورش المختصة في إصلاح السيارات شرق العاصمة، وفور وصوله وبين عشرات السيارات والفنيين رصد شاباً في مقتبل العمر، بدى منهمكاً في إصلاح إحدى السيارات، سرعان ما بدأ الحديث، فعلمنا أنه سعودي لإتقانه اللهجة.
نعم؛ إنه سهم بن خلف العتيبي، الشاب الذي تَحمِل قصته بين طياتها القدر الكبير من الإلهام لأقرانه وأبناء جيله، يقول العتيبي وهو ميكانكي سيارات إن عمله هنا يأتي لخبرته القديمة في هذا المجال وهوايته له، وتخصصه الدراسي في تقنية المركبات.
ويقول العتيبي إن أحد أسباب وجوده في هذا المكان هو حبه للعمل، وأنه يكره الجلوس فارغا، حيث سبق له أن عمل في صيانة الجوالات، قبل أن يصر ويعتزم العمل في الورشة منذ ثلاثة أسابيع مضت.
وعن برنامجه اليومي ذكر العتيبي أنه يستيقظ عند السادسة صباحا، ويبدأ عمله عند الثامنة وحتى الثانية عشرة بعد منتصف الليل، وعن الإقبال عليه ذكر أنه كبير وأن السعوديين دعموه وما زالوا، حيث إنهم يثقون فيه وفي حسن تشخيصه لمشاكل السيارات، وفي أمانته الشيء الذي يدلل عليه بتركهم مفاتيح سياراتهم ومركباتهم معه.
وأشار أنه يستقبل جميع أنواع السيارات بين كبير وصغير ولكنه يتخصص بشكل أكبر في سيارات "تويوتا"، وينصح في حديثه بأهمية عدم الاستعجال في إصلاح السيارة إلا بعد التأكد من مشكلتها وفحصها بشكل سليم، حيث إن البعض قد يصرف مبالغ طائلة في مركبته وحل مشكلتها قد لا يحتاج كل ذلك.
وفي ختام حديثه مع"أخبار 24" نصح العتيبي الشباب بعدم التأثر بحديث المحبطين، والعمل في أي مجال يرغبون فيه سواء في السيارات أو إصلاح الهواتف أوفي أي مجال يفضلونه، حيث إن الفرص في التجارة كبيرة و"الرزق" فيها كثير.