يتوجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع، اليوم (الثلاثاء)، لانتخاب الرئيس الأمريكي المقبل للبلاد، حيث يتنافس على المنصب كل من مرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، ومرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب.

"أخبار 24" من خلال هذا التقرير تشرح كيف تنتخب أمريكا رئيسها، ورغم أن فكرة الانتخابات تبدو بسيطة إلا أنها أكثر تعقيدا، فحصول المرشح على عدد أصوات أكثر لا يحسم النتيجة، فقد شهد التاريخ الأمريكي خسارة 5 مرشحين رغم حصولهم على أغلب أصوات الناخبين وذلك في انتخابات أعوام، 1824 و1876 و1888 و2000 و2016.

ففي عام 2000م خسر نائب الرئيس الأمريكي والمرشح الديموقراطي للرئاسة آل غور، المنافسة أمام جورج بوش الابن رغم حصوله على أصوات أكثر بنصف مليون من منافسه، وتكرر نفس المشهد مع هيلاري كلينتون في عام 2016 والتي جمعت أصواتا أكثر من ترامب بـ3 ملايين ونصف لكنها أيضا خسرت المعركة أمام منافسها، الأمر الذي يدعو للتساؤل كيف يتم الفوز بالانتخابات الأمريكية؟

الانتخابات الأمريكية تجمع بين التصويت المباشر وغير المباشر، بمعنى أن كل ولاية لها عدد من الأصوات حسب سكانها، ويقوم نظام الانتخابات على ما يُعرف بـ "المجمعات الانتخابية" أو "الهيئات الانتخابية"، والتي تحسم أصواتها هوية الرئيس، فصحيح أن الناخبين يصوتون لمرشحهم المفضل، لكن المرشح الذي يحصل على أكثر أصوات الجماهير يفوز بأصوات المجمع الانتخابي للولاية مجتمعة.

فمثلا ولاية تكساس لديها 40 صوتا، والذي يفوز في الولاية ولو بفارق صوت واحد تحسب له جميع أصواتها الأربعون، وهكذا في كل ولاية، ويبلغ مجموع الأصوات الموزعة على جميع الولايات الأمريكية 538 صوتا، والمرشح الذي يحقق 270 صوتا يفوز بالرئاسة، فكل حزب يرشح عدداً من كبار الناخبين يوافق عدد أصوات الولاية.

وتجرى الانتخابات يوم الثلاثاء، بعد أول يوم اثنين في شهر نوفمبر بمعنى أنها تكون بين 2 و 8 نوفمبر دائما، وتم مراعاة اختيار هذا اليوم ليتيح قبله يومين لمساعدة الناخبين على التنقل، كما أن المشرعين الأمريكيين اعتبروا عطلة نهاية الأسبوع غير ملائمة بسبب تواجد أغلب الأمريكيين في الكنائس يوم الأحد.

ولا تنتهي الانتخابات عند إعلان النتائج ففي يوم 17 سبتمبر، يجتمع كبار ناخبي كل ولاية في مقر الولاية ويصوّتون بشكل مباشر للمرشح، وهم غير ملزمين بالتصويت للمرشح الفائز، بمعنى أن الناخبين الأربعين من الحزب الجمهوري الذين فازوا في تكساس غير ملزمين بالتصويت لترامب مثلا.

ومن الجدير ذكره أن القليل من الولايات تلزمهم بمطابقة الأصوات الشعبية، أما باقي الولايات التي لم تلتزم فيتم معاقبة كبار الناخبين بغرامات مالية بسيطة في حال لم يصوتوا لمن صوت له الشعب، ففي عام 2016 صوت 7 من كبار الناخبين ضد مرشحيهم وضد أصوات الولاية منهم 5 ديمقراطين ضد هيلاري و 2 جمهوريون ضد ترامب لكن تصويتهم لم يكن له تأثير يذكر.

إذاً هل سينتهي كل شيءيوم 17 ديسبمر؟ بالتأكيد لا، فالجميع سينتظر يوم 6 يناير حتى يجتمع مجلس الشيوخ ويصادق على النتيجة عندها سيصبح المرشح فائزا بشكل رسمي، لكنه لا يصبح رئيسا إلا بعد أسبوعين، في يوم 20 يناير الساعة 12 زوالا عندما يؤدي القسم ويعبر جادة بنسلفانيا ويدخل البيت الأبيض ويبدأ ولايته التي تستمر 4 سنوات.