في موسم التمور بالعلا، التقى "أخبار 24" بتجار المنتجات التقليدية والتراثية، والأسر المنتجة التي تخصصت في صناعة "الشنة"، وهي وسيلة قديمة كانت تستخدم لحفظ التمور والمنتجات الزراعية الأخرى. 

وتُصنع الشنة من جلد الأغنام، الذي يتم تنظيفه وتجفيفه بعناية لضمان جودته، ويُبلّل الجلد بالماء ليصبح مرنًا، ثم يوضع داخله التمر بعد تنظيفه وتجفيفه أيضًا، وعند ذبح الأغنام وسلخ جلودها، يتجنب الحرفيون إحداث أي قطع أو ضرر، لضمان حفاظ الشنة على سلامتها وقدرتها على حفظ التمر لمدة طويلة.

وعند وضع التمر في الشنة، تُغلق بإحكام باستخدام جريد النخل، وتُعرض بعد ذلك في الشمس لمدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، أو شهر، حتى ينزل منها "الدبس"، الذي يُشبه العسل ويُعتبر خلاصة التمر، وبعد هذه العملية، يُمكن أن تُحفظ التمور داخل الشنة لمدة تصل إلى ستة أشهر أو عام كامل، محافظين بذلك على جودتها ونكهتها الطبيعية.

ويمثل ابتكار الشنة جانباً من التراث القديم، حيث ابتكرها الآباء والأجداد كوسيلة للحفاظ على التمور في زمن لم تكن فيه الثلاجات متاحة، وهي جزء من التراث الزراعي الذي اشتهرت به العلا، مما يبرز أهمية هذا المنتج في حياة الآباء والأجداد.

يُذكر أن موسم التمور بالعلا يستمر من 18 أكتوبر إلى 9 نوفمبر، ويشكل هذا الحدث فرصة لإحياء تراث الأجداد، وتعريف الزوار بالأساليب التقليدية لحفظ التمور.