شهدت العاصمة الرياض انطلاق أولى فعاليات "مؤتمر الاستدامة في التصميم"، الذي تنظمه هيئة فنون العمارة والتصميم على مدى يومين، في مركز المؤتمرات بمركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، حيث يهدف إلى تسليط الضوء على الدور المحوري للتصميم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز مكانة المملكة كرائد إقليمي في مجال الاستدامة العمرانية والإبداعية.
وأكدت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم، د.سمية السليمان، لـ "أخبار 24"، أن المؤتمر يأتي انطلاقاً من إيمان الهيئة بأهمية التصميم المستدام في مواجهة التحديات البيئية، مشيرة إلى أن قطاع البناء والتشييد يساهم بنحو 40% في الانبعاثات الكربونية العالمية، مضيفة أن المؤتمر يهدف إلى تمكين المهنيين والمصممين من تبني ممارسات مستدامة في أعمالهم، والمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030.
وأشارت إلى أن دور الهيئة في المؤتمر يتمثل في رفع الوعي بأهمية التصميم، وكيفية حل الجوانب المتعلقة بأزمة المناخ، وتقليل الطاقة التي يستهلكها المبنى، واختيار المواد المناسبة فيما يتعلق بالكربون، وكيفية استدامة المباني وعدم الاضطرار إلى هدمها بعد سنوات، مشيرة إلى أن التصميم يلعب دورا هاما في الحد من الانبعاثات فضلا عن حل مشكلة التشوه البصري.
وأكدت أن الأساس في مشكلة التلوث البصري هو عدم التنسيق وسوء استخدام المواد وعدم وجود الخبرة أو التأهيل الكافي، مبينة أن اختيار مواد البناء ذات الجودة العالية ينعكس إيجابا على طول عمر المبنى واستدامته.
من جانبه، أشار المهندس طة الأنديجاني، المعماري ومدير مشروع هيئة تطوير المدينة المنورة، إلى أهمية تحقيق التوازن بين الاستدامة البيئية والاقتصادية والمجتمعية في المشاريع العمرانية، مؤكداً أن التصميم المعماري يلعب دوراً حيوياً في تحقيق هذا التوازن.
ولفت إلى أن المحتوى المحلي بدأ في استخدام تقنيات البناء الحديثة والتكنلوجيا في إدارة وتشغيل المباني، مؤكدا أن المجال أصبح واعدا جدا، وأصبح الحصول على المشاريع المستدامة أكثر سهولة، ناصحا المصممين بالاطلاع على أحدث التقنيات في مجال التنفيذ والتشغيل.
يذكر أن مؤتمر الاستدامة في التصميم يأتي ضمن سلسلة من المبادرات التي تطلقها هيئة فنون العمارة والتصميم لتعزيز دور التصميم في تحقيق التنمية المستدامة في المملكة، ويشهد المؤتمر مشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال الاستدامة والتصميم من داخل المملكة وخارجها، حيث يستعرضون أحدث الابتكارات والتطبيقات في هذا المجال، من خلال جلسات نقاشية وورش عمل تفاعلية تهدف إلى تبادل الخبرات والمعارف بين المشاركين.