توقع رجل الدين السعودي، محمد العريفي، أحد أبرز الدعاة الإسلاميين في المنطقة، أن يأمر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز خلال شهر بالإفراج عن الشيخ يوسف الأحمد، الذي صدر بحقه قبل أيام حكم بالسجن بعد دعوته لإطلاق معتقلين على خلفيات سياسية، كما انتقد الداعية الحبيب علي الجفري بسبب زيارته لمدينة القدس.
وقال العريفي الجمعة، في صفحته على تويتر التي يتابعها أكثر من مليون و300 ألف شخص: "أترقب خلال شهر إطلاق سراح الشيخ الفقيه د.يوسف الأحمد..بأمر خادم الحرمين.. ربّ فرج لكل المعتقلين.. وردّ كيد الكائدين على بلاد التوحيد في نحورهم."
وسبق ذلك بساعات قول العريفي: "لم أقرأ اتهامات الشيخ الفقيه د.يوسف الأحمد.. وقرأت أنه حُكم عليه خمس سنوان سجن و(غرامة) 100 ألف ريال.. وظني بوالدنا خادم الحرمين أنه سيصدر عفواً عاجلاً."
وكان الأحمد الذي ذاع صيته بعد مطالبته بإعادة بناء الحرم المكي بطريقة تحول دون اختلاط الرجال والنساء، واعتقل بعد تسجيل انتقد فيه الاعتقالات الأمنية، قد صدر الحكم بالسجن بحقه الأربعاء بتهمة "التأليب" على "ولي الأمر" وتأييد معتنقي فكر تنظيم القاعدة.
وكان الأحمد قد أثار الكثير من الجدل عام 2010 عندما طالب بإعادة بناء الحرم المكي الذي يضم الكعبة، التي تعتبر أقدس البقع لدى المسلمين، وذلك بهدف الفصل بين الجنسين ومنع الاختلاط بين الرجال والنساء.
واعتبر الأحمد في تلك التصريحات أنه لا يحض على هدم المسجد الحرام بل "إعماره وتوسعته" وفقاً لمقابلات له موجودة على موقع "يوتيوب" أشار فيها إلى أن بعض النساء يتعرضن لإحراج خلال الطواف بالحج، بسبب اضطرارهن لكشف الأرجل والأيدي خلال الوضوء والاحتكاك بالأبدان خلال السير.
ولكن الأحمد لم يعتقل بعد تلك التصريحات، إنما إثر فيديو عرضه بيوليو/تموز 2011، وجه فيه رسالة انتقادية ضد اعتقال النساء بعد اعتصام للمطالبة بالإفراج عن ناشطين سياسيين، وحذر آنذاك السلطات السعودية من "الظلم" وتداعياته، كما ندد بجهاز المباحث الذي قال إنه يبث الرعب بين الناس الذين يشعرون بأنه "عدو" لهم.
واعتبر الأحمد أن هذا الجهاز لا يطبق القانون وأن من يتعرض للاعتقال لا تتم محاكمته وفق القانون، ودعا العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ووزير الداخلية، الأمير نايف، إلى أن "يتقوا الله" بنساء وعائلات الموقوفين، وطالب الملك السعودي بتخصيص وقت لهذه القضية كما خصص وقتاً لحضور مباراة رياضية.
وفي شأن آخر، انتقد العريفي على صفحته الداعية اليمني الأصل، الحبيب علي الجفري، فقال إنه يعتنق عقائد صوفية، بينها أن "الأولياء يعلمون الغيب ويمسحون بطن المرأة فتحمل."
وأضاف العريفي أنه دعا الجفري إلى منزله وحاوره دون وجود أحد، فتعصب الداعية اليمني لرأيه، وبعد سنة قام رجل الدين السعودي بعرض حلقة انتقد فيه بعض المظاهر الدينية مثل الطواف حول القبور والتمسح بها ودعاء أهلها، قائلاً إن الجفري اتصل أثناء الحلقة وطلب وقفها، ولكن القائمين على المحطة لم يلتفتوا إليه.
وتابع قائلاً: "اتصل (الجفري) غاضبا..هدأته وطلبت نلتقي..قال أنا ممنوع دخول السعودية ومصر وقطر وانطلق يدافع عمن يبنون الأضرحة ويسألون الموتى الحاجات من دون الله! أحدث الجفري ضجة عظيمة منتقما لعُباد القبور والطائفين عليها..وحاول إيقاف برنامجي قناة اقرأ..وتوسط بوزراء وأعيان.. فما التفتوا إليه."
ونفى العريفي أن يكون هناك مشكلة بينه وبين الجفري، قائلاً إنه "يحب له الخير ويدعو له،" غير أنه أضاف: "لكن زيارته للقدس بتأشيرة إسرائيلية واحتفاء اليهود به وتجاهله لنهي العلماء.. زيارتنا القدس بحكم إسرائيل ذُل وتطبيع وتشجيع للسياحة الدينية عندهم."
وكانت زيارة الجفري إلى المسجد الأقصى مطلع أبريل/نيسان الجاري قد أثارت جدلاً واسعاً على خلفيات دينية وسياسية، إذ استنكر منظمات إسلامية الخطوة، بينما دافع الجفري وآخرون عنها.
وجاءت الزيارة بعد أيام من انتقاد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، لفتاوى تحرم زيارة المسجد ومدينة القدس، كان أبرزها تلك الصادرة عن رجل الدين المصري يوسف القرضاوي الذي يقود الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي ينشط الشيخ العريفي في صفوفه.
وقد ناقش عدد من متابعي الجفري على صفحته بتويتر معه ما قاله العريفي، فتجنب التوسع في الطرح، مكتفياً بنفي تلك المعلومات.