حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ بندر بن عبدالعزيز بليلة، من مغبّة تضييع الأعمار بالانسياق خلف ما لا فائدة فيه في مواقع التواصل الاجتماعي، والجهل بقيمة الزمن.
وقال الشيخ بليلة: إن "من أعظمِ أسبابِ ضياعِ الأعمارِ في غيرِ ما يعودُ على العبدِ بفائدةٍ في دينِهِ ودنياهُ: الجهل بقيمَة الزّمن، وصُحبة البطّالينَ، وطُول الأمل، والغفلة، وضُعْف الهِمَّةِ، والتّسوِيف، والانسياق وراءَ وسائِلِ التَّواصُلِ في غَيْرِ منفعَةٍ تُرجَى؛ فإذا جاءَ الأجل، وبلغَ النّهايةَ، عرفَ حينَها قيمةَ الحياةِ، وكمْ ضيَّعَ من الأوقاتِ، وندِمَ على ما فاتَ، وتمنَّى العوْدةَ، ولكِن هَيْهات هَيْهات".
وأكد في خطبة الجمعة بالحرم المكي، أن العمر من نعَم اللهِ العظمى، ومننه الكبرى، ولا يعرف قيمته إلا الموفقون ولا يقدره حق قدره إلا المُلهَمون.
وأضاف أن الناس في هذه الدنيا صنفان؛ صِنفٌ أدركَ حقيقةَ وُجودِهِ في هذهِ الحياةِ، والغايةَ الَّتي من أجلِها خُلقَ، لعبادةِ اللّهِ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، فجاهدَ نفسَهُ، وحدَّدَ هدفَهُ، واستقبلَ وِجهتَهُ الَّتي تُوصلُهُ إلى مرضاةِ اللهِ. وصِنفٌ آخر مَأفون مفتون، محرومٌ مغبونٌ، يجري خلفَ شهواتِهِ، ويلهثُ وراءَ ملذَّاتِهِ، نَسيَ اللهَ فأنساهُ نفسَه.
وعدَّد خطيب المسجد الحرام أسباب إطالة العمر، ومنها الدعاء وأعمال البر وصلة الأرحام، مصداقاً لقول رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».
وأوضح الدكتور بندر بليلة أن الذرية الصالحة مِن أعظم أعمال البر، وبمثابة عمر ثانٍ للمسلم بعد مماته، فهي تدعو له فيُكتب له أجرها في ميزان حسناته.