قال وزير الدولة للشؤون الخارجية ومبعوث المملكة لشؤون المناخ عادل الجبير، إن التناقض في المواقف وتسييس المواقف وتوجيه اللوم على الآخر هو أبرز تحديات التحول للطاقة النظيفة، مشيرا إلى أن هذه الأمور لا تساعد على تجاوز التحديات التي يواجهها العالم، ولكن العمل العلمي والتوافقي والاستثمار هو ما يساهم في تجاوزها.
وفي حديثه لـ"أخبار 24"، على هامش منتدى السعودية الخضراء، أكد الجبير أن الاستثمارات المتعلقة بالتحول للطاقة النظيفة موجودة والتقنية موجودة والعمل قائم، والمملكة تعمل على إنتاج طاقة بديلة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وكذلك تعمل على إنتاج طاقة نظيفة متمثلة في الهيدروجين الأخضر، كما أن أكبر مصنع في العالم يتم إنشاؤه الآن في منطقة نيوم.
وأضاف أن المملكة تسعى أيضا لأن تكون من أكبر المصدرين للهيدروجين الأزرق والأخضر وغيره للعالم، وتسعى إلى أن تكون من أكبر المصدرين للكهرباء التي يتم إنتاجها من الطاقة الشمسية للعالم وهذه كلها جهود تبذلها المملكة وتثبت أن تحقيق الأهداف المرجوة ممكن ومربح ولكن ما نحتاجه هو عمل جاد ومنطقي ومبني على أسس علمية.
وأشار الجبير إلى أن المملكة لديها جهود عظيمة في هذا المجال ولديها مبادرات كبيرة في العمل البيئي بشكل عام وخاصة عمل المناخ ومواجهة التصحر وإعادة تأهيل الأراضي ومبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر وجهودها في المبادرات الدولية، كما أن المملكة أسست منظمة المياه العالمية.
وكشف أن لدى المملكة أيضا أكثر من 80 مبادرة في الداخل ضمن مبادرة السعودية الخضراء باستثمارات متوقعة تبلغ أكثر من 180 بليون دولار، كما أطلقت الاستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر لإبراز الاهتمام بالحفاظ على البيئة والحياة السمكية في البحر الأحمر.
وأبان الجبير أن المملكة أثبتت للجميع أن العمل البيئي والمناخي والعمل في إعادة تأهيل الأراضي لا يتناقض مع الاستثمارات والتنمية بل على العكس هو داعم للتنمية والاستثمارات وتحسين جودة الحياة، وكل هذه أهداف من أهداف رؤية المملكة 2030، فأفعالنا وإنجازاتنا كبيرة واستثماراتنا عظيمة وسنستمر في هذه الجهود خدمة للعالم والمناخ والبيئة وجودة الحياة ومستقبل المواطنين السعوديين.
وفي السياق ذاته، قال الجبير في حديثه بجلسة حوارية بالمنتدى، إن المملكة باتت نموذجاً يحتذى به في الاستدامة البيئية والحفاظ على البيئة، مشيراً إلى أن المملكة تستهدف الوصول إلى 30% في الحماية البيئية بعام 2030.
وأضاف أن الأرقام والحقائق هي أفضل دليل على ما وصلت إليه المملكة في الاستدامة البيئية، فنحن أكثر دولة من حيث الإنفاق في هذا الأمر وهناك دولة واحدة فقط قريبة منا من حيث الإنفاق، كما تنفق المملكة الكثير والكثير في الأمور المتعلقة بالعلوم والطاقة من أجل تحقيق الاستدامة.
وأكد أن العين دائما تصدق ما ترى، ولا يمكن لأحد إغفال جهود المملكة في الاستدامة البيئية، والسعي المستمر لإضفاء الطابع الأخضر على المملكة والبرامج الإقليمية مثل مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط، ومشروع السيارات الكهربائية، كما نقوم أيضا بالتنسيق والتعاون مع الدول الأخرى في أمريكا وأوروبا وأفريقيا وآسيا والبحر الكاريبي.
وأشار الجبير إلى إيمان المملكة "بأننا نواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بالمناخ، ولذا فإننا نوحد جهودنا ومواردنا ونستخدم العقلانية في الحل".
وتابع أن المملكة تواجه نفس التحديات الدولية حيث تقوم بالانتقال إلى الطاقة المتجددة والتي ستصل إلى 30%، كما ستقوم بحماية 30% من الأراضي البرية وتتطلع إلى الاستدامة في البحر الأحمر والخليج، ونهتم بأن يكون كل ما نفعله يتعلق بحماية البيئة.
وأبان أن المملكة تعمل على تنويع الاقتصاد وجذب الاستثمار، وأهم نقطة في ذلك هي الاستدامة وأن تكون البيئة نظيفة، والأفراد يكونون أكثر إنتاجا إذا كان الهواء نظيفاً والماء نظيفاً والبيئة بشكل عام نظيفة، كما أن الاستثمار في الطاقة الشمسية ليس فقط استدامة للمناخ أو البيئة ولكن أيضا استدامة للاقتصاد، ولا تناقض بين الاستدامة البيئية والنمو الاقتصادي.
وقال الجبير إن كل دولار تنفقه المملكة تضع نصب أعينها استدامة البيئة، حيث تزرع أشجاراً أكثر وفي نفس الوقت تستثمر في التكنولوجيا، كما أن المملكة ملتزمة بالحفاظ على بيئة البحر الأحمر، مشيراً إلى أن كل المشاريع التي تتم عليه تخضع لمعايير بيئية عالية للغاية من أجل تحقيق الاستدامة البيئية، ويتم مراعاة ذلك في البنى التحتية والطاقة النظيفة المتجددة المستخدمة التي تلبي هذه المعايير.