انتخب البرلمان اللبناني، اليوم (الخميس)، قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسًا للبلاد، بتأييد 99 نائبا من إجمالي عدد النواب الذين شاركوا في العملية الانتخابية البالغ 128 عضواً.

ويحظى جوزيف عون بدعم من عدد من الدول الإقليمية والدولية، على رأسها الولايات المتحدة، وفق تصريحات عدد كبير من السياسيين اللبنانيين، وتنهي الخطوة شغورًا في سدّة الرئاسة استمر لأكثر من عامين، وساهم في تعميق أزمات متلاحقة تشهدها البلاد..

وتعهّد عون، عقب أدائه اليمين أمام مجلس النواب، ببدء مرحلة جديدة من تاريخ لبنان، وحصر حق حمل السلاح على الدولة اللبنانية. وأضاف: "سأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني، وأمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات".

وأكد الرئيس الجديد أن "الدولة اللبنانية ستتمكن من إزالة الاحتلال الإسرائيلي وآثار عدوانه"، كما تعهد بإعادة إعمار لبنان والدعوة إلى مشاورات سياسية سريعة لتشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة.

وبشأن العلاقات الخارجية، أكد عون أن لبنان في عهده سينتهج سياسة الحياد الإيجابي، ووعد ببناء أفضل العلاقات مع الدول العربية، وإيقاف تهريب الأموال والمخدرات، مشيراً إلى أن لدى لبنان فرصة لإقامة علاقات جيدة مع الدولة السورية، وبداية حوار جدّي معها لاحترام سيادة وحدود الدولتين.

وفيما يتصل بالشؤون الاقتصادية، شدد عون على أنه لا تهاون في حماية أموال المودعين، كما حثّ على تعزيز شبكات الضمان الاجتماعي وحرية التعبير.

ويرى متابعون ومحلّلون أنّ دور الجيش في المرحلة المقبلة لتنفيذ وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله شكّل عنصرًا حاسمًا في ترجيح كفّة قائد الجيش.

وتشرف الولايات المتحدة مع فرنسا والأمم المتحدة على آلية تطبيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، حيث ينصّ الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي دخل إليها في جنوب لبنان خلال الحرب، على أن ينتشر الجيش اللبناني مكانه.

ومن شأن انتخاب رئيس بعد الأزمات المتتالية التي مرّ بها لبنان منذ العام 2019، أن يؤشر إلى بداية مرحلة من الاستقرار إلى حدّ ما.

وفرض الجيش اللبناني تدابير أمنية مشددة في وسط بيروت، حيث مقر البرلمان، الذي شكل وجهة لعشرات وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.

ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022، فشل البرلمان اللبناني خلال 12 جلسة في انتخاب رئيس، في ظل تمسّك حزب الله، أبرز قوة سياسية وعسكرية آنذاك، بمحاولة فرض مرشّحه سليمان فرنجية، الذي أعلن أمس (الأربعاء) انسحابه لصالح قائد الجيش.