عبّر وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريف، عن تطلعات الرياض لأن تكون "وادي السيليكون" في مجال التعدين، ولتحقيق هذه الرؤية أعلن إطلاق مبادرة استوديو الابتكار التعديني لجذب المهارات والمواهب العالمية ولتسريع التقنيات الحديثة، وذلك خلال افتتاحه مؤتمر التعدين الدولي اليوم (الأربعاء)، والذي أكد أنه أصبح المنصة الأبرز في العالم لقطاع المعادن، ويساهم بشكل كبير في تشكيل مستقبل القطاع وتحقيق نموه المستدام.
وأضاف أن قطاع التعدين أصبح الأسرع نمواً عالمياً مع إمكانات معادن تُقدر بـ2.5 تريليون دولار، مشيراً إلى أن "تركيزنا على الأطر التنظيمية والابتكار والبنية التحتية والتنمية ساعد المملكة لتكون في مصاف الدول الأولى عالمياً كوجهة استثمارية للمعادن من ناحية الاستكشاف والاستثمار".
وتابع الخريف، في كلمته، أن السعودية تعمل في هذا العام على الترويج والتسويق لفرص الاستكشاف والتنقيب القادمة عبر 5000 كم2 من أماكن المعادن الواعدة.
وأكد أن المملكة لديها في هذا العام أكثر البرامج طموحاً في قطاع التعدين، مع العديد من الأشكال الجديدة والإبداعية، من تبادل المعرفة والابتكار والتي تعمل كمساحة تعاونية، يتم من خلالها تبادل التقدم المحرز في مجال التقنية والجيولوجيا والاستدامة وتنمية المواهب.
كما أطلق الخريف اليوم أول طاولة مستديرة قيادية من نوعها تركز على إفريقيا ووسط آسيا وأمريكا اللاتينية لجمع بلدان الإمداد لإيجاد أثر تعديني قوي، إضافةً إلى المناظرة العظيمة لقادة القطاع التعديني، والتي تهدف لمعالجة أهم القضايا مثل استنزاف الموارد والاستدامة وإشراك أصحاب المصلحة. وأوضح أن مؤتمر التعدين الدولي 2025 يشهد كذلك جلسات لإثارة الفكر، وأن المؤتمر يعد بأن يكون محفزاً لإيجاد حلول عملية إجرائية ولتغيير تحولي في قطاع التعدين.
وتناول الخريف التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة في المبادرات التعدينية، حيث تم صياغة مسودة للإطار الدولي للمعادن المهمة بهدف دعم التنمية الصناعية الدولية وضمان إمدادات المعادن الضرورية لانتقالات الطاقة.
إضافة إلى ذلك تم إحراز تقدم كبير في الإمداد المسؤول وأولويات الإمداد المسؤول مع التركيز على الشفافية والاعتمادات وإصدار الشهادات والتواصل لإحراز وتحقيق القيمة الاقتصادية والاجتماعية.
كما جرى إعلان أول 9 مراكز تميز لإنشاء شبكة عبر إفريقيا ووسط وشرق آسيا لبناء القدرات وتدريب الجيل القادم من قادة القطاع.
وفي شأن ذي صلة تحدث الوزير الخريف عن تأمين سلاسل الإمداد للمعادن المهمة من إفريقيا، معتبراً أن التحول في الطاقة لن يحدث بدون إفريقيا نظراً للموارد التي تملكها القارة، وأشار في هذا الصدد إلى وجود فجوة "كبيرة جداً" بين ما تملكه القارة من مواد معدنية وإسهاماتها في السوق، وأن على الدول المستهلكة للمعادن معالجتها.
وأضاف الخريف، في جلسة حوارية بعنوان "ما الخطوات العملية التي يمكن للعالم اتخاذها لإدارة المنافسة على المعادن الهامة"، أن الاستثمار التعديني يجب ألا يقتصر على الاستخراج بل يجب أن يشمل البنية التحتية، خاصةً وأن كثيراً من الأصول المتوفرة في إفريقيا متخلفة عن الركب بسبب سوء البنية التحتية هناك.
واستشهد في هذا الموضوع بالمملكة العربية السعودية التي استغلت منذ عقود عوائد النفط بطريقة مناسبة، عبر الاستثمار في المواطن والمجتمع وفي تحقيق التنوع الاقتصادي وبناء الدولة. وأشار كذلك إلى منطقة الحدود الشمالية الغنية بمعدن الفوسفات، حيث تم تنمية المنطقة بالكامل اعتماداً على الاستثمارات التي ضختها شركة "معادن" بالمجتمع المحلي.