قال وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن تلبية الطلب المتزايد على المعادن الحرجة يمثل تحدياً كبيراً جداً، وهناك سباق عالمي لتأمين هذه المعادن الحرجة، مشيراً إلى أن النفط لم يعد يشكل تحدياً لأمن الطاقة حاليا، وذلك بسبب وفرة المخزونات وتطوير البنية التحتية ونضوج سلسلة التوريد، كما أن الإنتاج أصبح أفضل.

وأكد وزير الطاقة أن المملكة ماضية بثبات نحو تحقيق الاستفادة القصوى من مواردها، وصولاً إلى استغلال كل عنصر وجزيء وذرة وإلكترون، مرحباً بالجميع للانضمام إليها في مسيرتها الملهمة. 

وأوضح الأمير عبدالعزيز، في كلمته خلال مؤتمر ومعرض التعدين الدولي، اليوم (الأربعاء)، أن هناك قضية مهمة وجادة في قطاع التعدين متعلقة بأمن الطاقة، و"لقد عشنا في عصر وعهد كان يتحدث فيه الجميع عن أمن الطاقة وتأمين إمدادات النفط في الشرق الأوسط، والنفط أصبح لا يمثل أي تحد لأمن الطاقة حاليا".

وأضاف أن أمن الطاقة الآن وكما رأينا عام 2022 ليس في توفير الغاز فحسب، بل متعلق بتوفر الطاقة بتوفير البنى التحتية اللازمة والقدرة على إيجاد مشتر مستدام، مشدداً على أن مشتري الغاز لا بد أن يكون مستداما ليتمكن المنتجون من الاستثمار ووضع البنى التحتية ويكون السوق متواجداً لبيع هذا الغاز.

وأشار وزير الطاقة إلى أن الأمر ذاته ينطبق على الكهرباء فهي ليست متعلقة فقط بتوليدها ولكن الأمر متعلق بالنقل والتوزيع لهذه الطاقة، وكل من هذه الأنظمة لها مكوناتها التي ربما تتخطى تكاليف هذه العملية التشغيلية.

وتابع أنه "في نهاية المطاف نحن نحتاج للمعادن والمناجم والفلزات، ننظر اليوم لأسعار المعادن والليثيوم والنحاس هناك زيادة في العرض، والعالم إذا نظر إلى الطلب المتوقع نرى أن الليثيوم سيزداد الطلب عليه 7 أضعاف وترون بقية المعادن والطلب المتوقع عليها".

ولفت الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى أن تلبية الطلب المتزايد على المعادن الحرجة يمثل تحدياً كبيراً جداً لتحقيق عرض مستدام ومستمر منها، مبيناً أنه لا بد أن نكون مدركين ما نحن مقبلين عليه، فالكل يعرف أنه في قطاع التعدين سيكون هناك انبعاثات كربونية نتيجة لهذه الصناعات والتي ستسهم بدورها في التغير المناخي، علاوة على التلوث والمخلفات والمياه الملوثة.

وأكمل أن الوقود الأحفوري والفحم يستخدم بكثرة وكذلك الديزل، والكل يعرف إسهام ذلك في تراكم البصمة الكربونية، وهناك قضية أخرى تتعلق بتركز المعادن في مناطق جغرافية محددة وهذا من أبرز تحديات القطاع.

وواصل بالقول إن التنامي في قطاع التعدين وعمليات معالجة المعادن سينتج عنها انبعاثات كربونية متزايدة ولذلك لا بد من إيجاد وسيلة لمجابهة هذا التحدي، وإلا سنكون نقوم بعمليات تتنافى مع الغرض من إنشائها، ونحن نحاول بكل السبل لتقليل الانبعاثات الكربونية.

وأتمّ الأمير تصريحه بالقول إنه دائماً ما يكون متسقا فيما يقوله وسيكون متسقا فيما يأتي في المستقبل أيضا، وإنه لا يخجل من تغيير رأيه بخصوص قضية معينة عندما يتأكد أنه أخطا، ولكنه يشفق على من يواصلون سرد قصتهم دون وعي بمسؤولياتهم ويدفعون بشيء يعرفون فنياً أنه لا يمكن أن يحدث، وذلك في إطار تعليقه على حديث له في يونيو من عام 2021 عندما قال آنذاك إن التحول في قطاع الطاقة لن يحدث بالسرعة التي يتمناها البعض نظراً لأمور بينها التكلفة العالية والإمكانيات الكبيرة المطلوبة.