عند الظهيرة بتوقيت الولايات المتحدة (الثامنة مساءً بتوقيت المملكة)، يبدأ دونالد ترامب، الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية، القطب الأوحد في العالم، ولايته الثانية في البيت الأبيض خلفاً للرئيس الديموقراطي جو بايدن، وهو في الـ78 من العمر كأكبر رئيس أمريكي سناً يدخل إلى البيت الأبيض.

وسيؤدي ترامب القسم على "حماية الدستور"، في مراسم تجري داخل قبة الكابيتول، ويجري الحفل عادةً في الخارج، لكن المراسم ستخالف البروتوكول هذه السنة وستنقل إلى داخل المبنى بسبب موجة البرد التي تجتاح واشنطن.

وتجري مراسم التنصيب في الموقع ذاته الذي اجتاحه أنصاره في السادس من يناير 2021، محاولين منع الكونغرس من المصادقة على فوز الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن في انتخابات عام 2020. ومن المقرر أن يحضر بايدن حفل التنصيب على عكس ترامب الذي رفض حضور حفل تنصيب بايدن مطلع 2021.

وبعد حضور مراسم دينية في كنيسة قريبة من البيت الأبيض، يستقبل الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن خلفه ترامب عملاً بالتقاليد لتناول الشاي.

وسيحضر مراسم التنصيب كذلك نائب الرئيس الصيني هان تشنغ وكبار أثرياء القطاع التكنولوجي، كما سيشارك فيها الرؤساء السابقون بيل كلينتون وجورج بوش وباراك أوباما إلى جانب قادة وشخصيات من أقصى اليمين.

وتحاط المراسم بتدابير أمنية استثنائية بعد تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال خلال حملته الانتخابية هذا الصيف، فنُصبت سواتر عالية على امتداد 48 كلم وتم نشر 25 ألف شرطي.

وبعد خطاب القسم، يحضر الرئيس الجديد العرض التقليدي الذي كان يُفترض أن يجرى على جادة بنسيلفانيا، غير أنه نقل هذه المرة إلى قاعة حفلات، على أن يختتم النهار بحفلات راقصة.

ومن المقرر أن يوقع ترامب في أيامه الأولى بالبيت الأبيض على عدد غير مسبوق من المراسيم، ولا سيما لوقف ما يصفه بـ"غزو" المهاجرين غير القانونيين للبلاد. ويعتزم ترامب التصدي لـ"جنون التحول الجنسي" والبرامج المدرسية للتوعية على العنصرية.

كما تعهد بالعفو عن المشاركين في الهجوم على الكابيتول الذين أدانهم القضاء، ورفع التدابير المتخذة لحماية البيئة من أجل تعزيز إنتاج النفط، وتشديد الرسوم الجمركية خاصةً على الصين والمكسيك وكندا وربما بعض دول أوروبا.

ومن ضمن برنامجه أيضا، يعتزم ترامب وضع حد للحرب في أوكرانيا و"الانتقام" من خصومه السياسيين و"ضبط" الصحافة، كما يعتزم تطبيق اقتطاعات حادة من الإنفاق العام، واختار مستشارا له في هذا المجال رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك الذي بات شخصية محورية في الإدارة الجديدة.

ويحظى ترامب بغالبية ضئيلة في الكونغرس، وبمحكمة عليا باتت يمينية بعد التعيينات التي أجراها في ولايته الأولى، ويسيطر بشكل تام على الحزب الجمهوري، واختار وزراءه ومستشاريه بناء على معيار جوهري هو ولاؤهم له.

لكنه إذ وصل إلى ذروة نفوذه، يفتتح أيضا مع ولايته الثانية بداية نهايته في السياسة، إذ يترتب عليه التسليم بأنه لن يكون بوسعه الترشح من جديد في ظل دستور يفرض سقف ولايتين رئاسيتين.