شنت الولايات المتحدة غارات جوية جديدة على اليمن، في تصعيد عسكري كبير يعد الأوسع منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه. هذه الغارات تأتي رداً على تهديدات الحوثيين، المتحالفين مع إيران، للملاحة الدولية، حيث بدأت واشنطن حملة عسكرية جديدة منذ يوم السبت الماضي.

وقالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين إن الغارات استهدفت مناطق في مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، ومحافظة الجوف شمال صنعاء، وأسفرت عن مقتل 53 شخصًا على الأقل، بينهم خمسة أطفال وامرأتان، وإصابة 98 آخرين، وفقًا لتصريحات المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين، أنيس الأصبحي.

وتواصل جماعة الحوثي هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، مما ألحق ضررًا بالتجارة الدولية، ودفع الجيش الأمريكي إلى تكثيف حملاته لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة، وهو ما أضر بمخزونات الدفاعات الجوية الأمريكية.

فيما تتوقع واشنطن أن تستمر هذه الغارات لعدة أسابيع، وذلك في إطار زيادة الضغط على إيران، عبر فرض عقوبات عليها لإجبارها على التفاوض بشأن برنامجها النووي. وفي وقت سابق، هدد الحوثيون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر ما دام العدوان مستمرًا على اليمن، مؤكدًا أن التصعيد سيتواصل.

من جهة أخرى، وصف المكتب السياسي للحوثيين هذه الهجمات الأمريكية بأنها "جريمة حرب"، ودعا واشنطن إلى التوقف عن هذا التصعيد.

في نفس السياق، أعلنت جماعة الحوثي عن هجوم آخر على حاملة الطائرات الأمريكية "هاري إس. ترومان" والسفن الحربية التابعة لها في البحر الأحمر، دون أن تقدم دليلاً على هذا الهجوم.

هذا التصعيد العسكري يشير إلى تفاقم الأزمة في المنطقة، التي باتت تلقي بظلالها على الأمن الإقليمي والدولي.