تستمر المناورات العسكرية لقوات درع الجزيرة الخليجية المشتركة في يومها الثاني والأخير لتشمل السواحل والجزر والمياه الإقليمية الإماراتية، في تدريبات ضخمة لم تستخدم فيها الذخيرة الحية، حيث بدأت هذه المناورات أمس على مستوى قيادات الأركان لأول مرة على الأراضي الإماراتية تحت اسم «جزر الوفاء»، في إشارة إلى الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران (أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى). وتأتي هذه المناورات في ظل تصاعد التوتر بين البلدين لدرجة دفعت إيران للرد على هذه المناورات الخليجية المشتركة بإعلانها عن مناورات مضادة ضخمة سيتم تنفيذها بصورة مشتركة بين قوات الجيش الإيراني وقوات الحرس الثوري، جنوب شرقي إيران.

وأمس، بدأت المناورات التي تقوم بها قوات درع الجزيرة على مدى يومين على مستوى القيادة ومن دون استخدام النيران، بحسب مصادر، وهي تهدف إلى «اختبار قدرة هذه القوات على تنفيذ المهام الخاصة المحدودة والعمليات الكبرى في السواحل والجزر الواقعة بالمياه الإقليمية في ظل المعطيات الراهنة»، وأيضا «لاختبار مدى التنسيق بين صفوف القوات البرية والبحرية والجوية»، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، الأسبوع الماضي.

إلى ذلك، قابلت إيران المناورات الخليجية بالإعلان عن مناورات مشتركة بين الجيش وقوات الحرس الثوري سيتم تنفيذها جنوب شرقي إيران، كما كشف عنها أمس قائد القوات البرية في القوات المسلحة الإيرانية، العميد أحمد رضا بوردستان، الذي نقلت عنه وكالة «فارس» الإيرانية احتمالات مشاركة القوات الجوية في تلك المناورات. وقال: «نهدف إلى إجراء مناورات في مختلف مناطق البلاد لرفع قدرات وكفاءات الوحدات والقوات عبر إعداد الظروف والأجواء الخاصة بساحة القتال»، مضيفا: «نحن ومن خلال هذا الإجراء نكون على استعداد لمواجهة المراحل الحرجة في أقصر مدة زمنية بما يتناسب مع حجم التهديدات».

لافتا إلى أن كل الإجراءات قد اتخذت للتنسيق مع قوات الحرس الثوري، مؤكدا أن «التعاون والتنسيق بيننا ليس بالأمر الجديد، هذه المناورات تعد نموذجا آخر من هذا التعاون المشترك ليتضح بشكل عملي للآخرين»، موضحا أن هناك احتمالات لاشتراك القوات الجوية في تلك المناورات التي من المقرر إجراؤها في النصف الثاني من العام الإيراني الحالي، الذي بدأ في 21 مارس(آذار).

ويأتي الإعلان عن المناورات العسكرية الخليجية التي تشير مصادر إلى أنها قد تكون الأكبر منذ تأسيس قوات درع الجزيرة بعد يوم واحد من إعلان البحرية الإيرانية أنها نشرت منظومة صاروخية دفاعية وهجومية على الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها؛ أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى».

وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي، الشيخ صباح الخالد، رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية، قال إن «مناورات درع الجزيرة مناورات دورية يتم الإعداد لها، وفق خطط مدروسة وجدول زمني منذ فترة طويلة، ولا يمكن ربطها بأي حدث من الأحداث في المنطقة»، ومنها بالطبع التصعيد الإيراني الحالي في قضية الجزر.

وأضاف أن المجلس أصدر بيانا أعلن فيه تضامنه مع موقف دولة الإمارات ومطالبة الجمهورية الإيرانية بالاستجابة لدعوة الإمارات لإيجاد حل سلمي وعادل لقضية الجزر عن طريق الوسائل السلمية وبواسطة المفاوضات لاستعادة تلك الجزر، مبينا أن المجلس شدد في الوقت ذاته على العلاقات التاريخية بين دول المنطقة وإيران وأهميتها.

وفي سياق متصل، وصف نائب إيراني بارز قيام الولايات المتحدة بنشر طائرات مقاتلة في قاعدة الظفرة بالقرب من أبو ظبي بأنه «مؤامرة» أميركية - إسرائيلية ترمي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وقال النائب كاظم جليلي، المتحدث باسم لجنة الأمن الوطني والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، في إشارة ضمنية إلى دولة الإمارات، إن «تواطؤ بعض الدول العربية في المؤامرة الأميركية لا يخدم الدول العربية ولا السلام والاستقرار في المنطقة».

وأضاف، حسب التلفزيون الإيراني (برس تي في)، أن «ما يجب على الجميع أن يعلمه أن السلام الإقليمي والاستقرار لا يمكن أن ينجز إلا من خلال عملية أمنية جماعية بمشاركة جميع الدول في المنطقة».

وكانت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية قد أفادت بأن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قامت بنشر الكثير من الطائرات الحربية من طراز (إف - 22 إس)، في قاعدة «الظفرة» في دولة الإمارات. ولم يكشف سلاح الجو عن عدد هذه الطائرات أو مكان انتشارها.