حذر الدكتور محمد آل زلفة عضو مجلس الشورى السابق من مشكلات عدة تواجهها المرأة السعودية داخل مجتمعها ومن الهجوم الشديد الذي يتعرض له كل من حاول النهوض بأمرها أو إعطاءها حقوقها، مطالباً في الوقت نفسه بإدراك تأثير الخطاب الديني المتشدد الذي يخلط جوهر الدين بالعادات والتقاليد القبلية.
ووجه تساؤلاً للرافضين لعمل المرأة: "كيف يكون حال الأب حين تكون بناته عاطلات لسنوات بعد التخرج، بينما لا يتجاوز راتبه ثلاثة آلاف ريال، كيف يوفر احتياجاتهن، وهل يعقل بقاؤهن في المنزل لمجرد رفض المجتمع عملهن؟".
واستغرب آل زلفة رفض البعض لعمل المرأة في محلات المستلزمات النسائية خاصة في مجتمعنا الإسلامي المحافظ، بالقول: "كيف يُقبل بأن يبيع الرجل مستلزمات المرأة؟ فالرفض ليس من منطلق ديني وإنما مواقف ضد أشخاص معينين؟"، مؤكداً أن بعض الإسلاميين يعدُّونها مؤامرة ضد الإسلام ويظنون أن الليبراليين هم من وراء هذه الأمور، في حين يجب أن يكونوا هم من يدعون إلى ذلك.
وفيما يخص تعدُّد الزوجات أشار إلى أن الإسلام أباحه للضرورة، وأن التعدد قد يخلق مشكلات اجتماعية كثيرة على المرأة والمجتمع، "فحين يتزوج الرجل ويطلّق ويكون لديه 30 أو 40 طفلاً لا بدّ أنه يخلق بذلك مشكلات اجتماعية، كونه لن يتمكَّن من رعاية أبنائه ومتابعتهم بالشكل المطلوب وإن كانت ظروفه المادية ممتازة".
وطالب آل زلفه، وفقاً لصحيفة الشرق بضرورة الإلحاح في عملية إصلاح التعليم، لافتاً إلى أن "خادم الحرمين سخَّر تسعة مليارات ريال لإصلاح التعليم وجعلها أمانة في أعناق الذين يجب أن يكونوا أمناء، معلناً خشيته على هذه المبالغ الضخمة التي رصدت لإصلاح التعليم أن تتبخر قبل أن نرى أي بادرة لإصلاح التعليم".
وعن إمكانية الاختلاط داخل الجامعات السعودية، قال عضو الشورى السابق: "لا أؤيد اختلاط الطلاب فمجتمعنا لا يتقبله، لكن يجب ألا تُمنع الكفاءات الوطنية من تأدية دورها في الكليات المختلفة للبنات أو للرجال، كأن تلقي المرأة محاضرات للأبناء، فبعض السيدات يفقن الرجال كفاءةً، فلمَ لا يلقين محاضراتٍ وهن بكامل حشمتهن داخل كليات البنين، والعكس بالعكس دون الحاجة للشبكات التلفزيونية".
وانتقد آل زلفة تصرفات بعض الملتزمين الذين يضعون شروط المساكن الخيرية، متذكراً انه بكى مرة حين سمع قصة امرأة فقيرة من الرياض تسكن مع أبنائها ووالديها في بيت طيني من غرفتين، وفرحت عند سماعها عن أن لها نصيباً في المساكن الخيرية، لكنهم اشترطوا عليها ألا تدخل التلفزيون في بيتها ما يعني ضياع الأبناء الذين سيشاهدونه خارج المنزل دون رقابة الأم عليهم، متسائلاً: لماذا نقسو على الفقير ونضع عليه شروطاً غير منطقية؟