ادان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ومبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص الى سوريا، حادث مقتل اكثر من 90 مدنيا في منطقة الحولة بسوريا.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نسيركي ان بان كي مون وعنان "يدينان بأشد العبارات قتل الرجال والنساء والاطفال، الذي اكده مراقبو الامم المتحدة" في الحولة.

واضاف نسيركي ان المسؤوليّن الدولييّن اعتبرا الحادث انتهاكا "وحشيا مريعا" للقوانين الدولية، وان عنان طالب بمساءلة ومحاسبة من نفذ هذه المجزرة، حسب وصف المتحدث.

ودعت دولة الامارات العربية السبت الى عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لمناقشة المجزرة التي اثارت ادانات دولية واسعة.

وقالت وكالة الانباء الاماراتية الرسمية ان وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان دعا الى عقد هذا الاجتماع، معتبرا ان "مثل هذا الاستهداف للمدنيين يمثل رمزا مأساويا لفشل جهودنا المجتمعة عربيا ودوليا لإيقاف العنف تجاه المدنيين في سوريا".

وقالت بريطانيا السبت انها تتشاور مع حلفائها حول "رد دولي قوي" في اعقاب الحادث.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: "سندعو الى جلسة عاجلة لمجلس الامن في الايام المقبلة".

تأكيد دولي

وكان رئيس بعثة المراقبين الدوليين الى سوريا الجنرال روبرت مود اكد مقتل اكثر من تسعين شخصا في الهجوم على منطقة الحولة، وهو ما جعله اكثر الهجمات دموية منذ البدء في تطبيق اتفاق الهدنة المعلن في البلاد منذ الشهر الماضي.

وقال الجنرال مود ان مراقبين من بعثته احصوا جثث 32 طفلا اعمارهم تقل عن عشرة اعوام.

لكنه رفض التعليق عن الجهة المسؤولة عن الحادث بالقول ان على فريق المراقبين اتمام تقريره حول الحادث اولا.

من جانبه، قال فصيل الجيش السوري الحر المعارض السبت انه لم يعد بوسعه الاستمرار بالالتزام بخطة وقف النار التي توسط فيها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، اذا لم يتم ايجاد "حل فوري للعنف الذي يمارسه النظام" السوري.

وقال بيان صدر عن الجيش الحر: "نعلن انه اذا لم يتخذ مجلس الامن خطوات عاجلة وسريعة لحماية المدنيين، فلتذهب خطة عنان الى الجحيم".

وكان وفد من بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا وصل إلى بلدة "تلدو" بمنطقة الحولة في ريف محافظة حمص، للتحقق من وقوع "مذبحة" قتل فيها 90 شخصا، قيل ان قوات الحكومة السورية ارتكبتها.

واعتبر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان هدف الزيارة هو" توثيق الجرائم المقترفة خلال الأربع والعشرين ساعة الاخيرة في انتهاك لوقف إطلاق النار".

"مجموعات ارهابية"

غير أن وكالة الانباء السورية الحكومية قالت إن "مجموعات إرهابية مسلحة" هاجمت الجمعة قوات حفظ النظام والمدنيين في تلدو، ما استدعى تدخل الجهات المختصة التي اشتبكت مع "المجموعات الإرهابية".

ونقلت الوكالة عما وصفته بمصدر في محافظة حمص قوله إن " الاشتباك أسفرعن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين إضافة إلى إحراق عدد من السيارات التي كانوا يستخدمونها في الاعتداء على قوات حفظ النظام والمدنيين".

وأضاف المصدر أن الجهات المختصة صادرت كمية كبيرة من الأسلحة "كانت بحوزة الإرهابيين"، مضيفا أن الاشتباك أسفر أيضا عن "استشهاد وإصابة عدد من عناصر الجهات المختصة."

وكان معارضون سوريون قد اتهموا قوات الجيش النظامي السوري "بقتل أكثر من تسعين شخصا بينهم 25 طفلا" فيما وصفوه بأنه مذبحة.

تحذير

من ناحيته، أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى أن حجم وتطور أساليب بعض الهجمات التفجيرية التي وقعت في سوريا في الآونة الأخيرة يشير إلى أن "جماعات إرهابية متمرسة" تقف وراءها.

وجاء تحذير بان في رسالة بعث بها الجمعة إلى مجلس الأمن الدولي، داعيا الدول إلى عدم تزويد أي من طرفي الصراع في سوريا بالسلاح.

وتناولت الرسالة الصراع المتواصل منذ 14 شهرا الذي يتزايد طابعه العسكري في الآونة الأخيرة.

وقالت الرسالة "الوضع العام في سوريا لا يزال خطيرا للغاية ولم يحدث سوى تقدم محدود في شأن بعض الأمور."

وأضافت "هناك أزمة مستمرة في شأن الجماعات التي تتسم بالعنف المنتظم وفي شأن تدهور الأوضاع الانسانية وانتهاكات حقوق الانسان واستمرار المواجهات السياسية."

ويناقش مجلس الامن تقريرا أعده بان عن مدى التقدم في تسوية الأزمة السورية، كما سيستمع إلى إفادة من الوسيط الدولي كوفي عنان يوم الاربعاء بخصوص الوضع في سوريا.

وسيزور عنان سوريا قريبا لبحث عدم احراز تقدم ملموس في تنفيذ خطته للسلام المؤلفة من ست نقاط.