طالب سكان محافظة تربة مديرية الشؤون الصحية بالطائف بالتدخل العاجل لوقف الكثير من الصور السالبة، التي يذخر بها المبنى القديم لمستشفى تربة، الذي أخلي قبل عام، حيث تحول إلى مأوى للعمالة المخالفة ومقرا لغسل السيارات، فيما تناثرت في أرجائه ملفات المرضى، والأجهزة الطبية، بشكل يدعو للدهشة، خاصة وأنه بالإمكان الاستفادة من كثير منها.
وكشفت جولة قامت بها "الشرق" داخل المبنى، المشرع الأبواب، مشاهد من الإهمال والهدر المالي، حيث تركت العديد من الأجهزة والمعدات الطبية والمحاقن والضمادات وأدوات غسيل الكلى في الفناء، بعضها يبدوا صالحا للعمل، أو لا زال في عبواته، بدلا من حفظها في المستودعات أو الاستفادة منها في دعم المراكز الصحية التي تحتاجها مثل أجهزة طب الأسنان المتكاملة، التي تعرضت للتلف بسبب الغبار والإهمال.وما بين ردهات المستشفى القديم وفنائه، تناثرت ملفات المرضى وسجلات القيد، وصور الأشعة والوصفات الطبية الخاصة بهم، في الوقت الذي كان بالإمكان حفظها أو إتلافها بصورة نظامية، حتى لا تستغل من قبل ضعاف النفوس، خاصة وأنها تعد وثائق مهمة وسرية.
وكشفت الجولة كذلك عن تحول الفناء الخارجي للمستشفى، إلى مستودع مفتوح لأسرَّة المرضى، التي تبدو بحالة جيدة، وإن ظهر عليها بعض التأثر بالعوامل الجوية من حرارة وأمطار، إضافة للمولد الكهربائي الاحتياطي، الذي تعرضت بعض أجزائه المهمة للسرقة، نظرا لعدم إغلاق باب المستودع الذي يقبع فيه.
وقال عدد من السكان لـ"الشرق" إن بالإمكان إعادة تأهيل المبنى، وتحويله إلى وحدة طبية لتخفيف الضغط الكبير الذي يشهده مستشفى تربة العام.
وقال جمعان الجنيبي إن سكان تربة، وهم أكثر من ستين ألفا، يتزاحمون جميعا على المستشفى العام، مما يضع السكان في حرج أثناء انتظار ذويهم في الممرات.
وذكر أنه بالإمكان الاستفادة من المستشفى القديم بإعادة تأهيله بمبالغ زهيدة وتخصيصه للنساء والولادة، وبذلك يخفف الضغط على المستشفى العام، وهو ما وافقه عليه مواطنه حسين السهلي.
أما عايض النواح فلفت إلى أن المستشفى القديم تحول لوكر للعمالة المخالفة، التي تقوم بتنظيف السيارات، ودعا إلى الاستفادة منه بتحويله إلى وحدة لمرضى السكري أو بنك للدم، بدلا من تركه ينهب من قبل ضعاف النفوس، خاصة وأن أبوابه مفتوحة دائما.
من جانبه كشف الناطق الإعلامي لمديرية الشؤون الصحية بالطائف سراج الحميدان لـ"الشرق" عن تشكيل لجنة لتفقد المستشفى القديم والاطلاع على أوضاعه، وسيتم الإعلان لاحقا عن نتائج الجولة.