كشف مدير الإدارة العامة للأمن الفكري في وزارة الداخلية الدكتور عبد الرحمن الهدلق أن النساء المتورطات في قضايا تخل بالأمن في المملكة لا يمكثن فترات طويلة في السجن، وإنما يفرج عنهن بعد إخضاعهن لبرامج المناصحة وبعد التأكد من صفاء عقولهن من الأفكار المنحرفة.

وقال الهدلق في حديث إلى «الحياة» بعد تقديمه محاضرة عن الأمن الفكري في الرياض الثلثاء الماضي، إن التطرف النسائي ليس «ظاهرة» في المملكة، «وإن تأثر بعض النساء بالفكر المنحرف محدود جداً، وما الدليل على ذلك إلا قلة عدد الموقوفات في مثل هذه القضايا». وأكد على أن وزارته أوجدت برامج معنية لمواجهة محاولات تنظيم القاعدة استغلال النساء، وذلك من خلال تعيين نساء متعاونات مع الوزارة من حملة الدرجة الجامعية وذوي التأهيل الشرعي، إذ قام بعضهن بزيارة عدد من الموقوفات ومناصحتهن، مرجعاً انخفاض مستوى التجنيد لدى تنظيم القاعدة إلى وعي المجتمع وإدراكه بالفكر الضال وخطورته على وطنه وعلى المسلمين، لافتاً إلى توجه وزارته لإجراء محادثات مع الجهات الحكومية بهدف إيجاد إدارات مختصة بـ«الأمن الفكري».

وأضاف:«أن هناك محاولات تجري لتأسيس إدارات معنية بالأمن الفكري في قطاعات مدنية وعسكرية عدة، من دون اشتراط حملها لمسمى الأمن الفكري»، مؤكداً أن بعض الجهات الحكومية لديها مناشط توعوية مشابهة لمناشط إدارة الأمن الفكري إلا أنها لا تحمل المسمى نفسه.

وحول تجربة وزارة الداخلية في الأمن الفكري قال إن إدارته لا تزال متواضعة، وأضاف: «لا تستطيع الإدارة أن تقوم بدور حماية الفكر وحدها على مستوى المملكة»، مشيراً إلى أن عدداً من الجهات الحكومية تتجه لإطلاق مواقع لها على شبكة الإنترنت لمواجهة الفكر المنحرف إلكترونياً.

ولفت مدير إدارة الأمن الفكري في وزارة الداخلية إلى أن هذا التوجه يأتي بعد الكشف عن اعتماد أصحاب الفكر المنحرف لبث أفكارهم، بالكتب المؤلفة عبر الانترنت، إذ تم تضييق الخناق عليهم ورقياً على حد وصفه، وقال: «إن ما وجد في الإنترنت من مؤلفات ضالة تعادل رصيد مكتبات كبرى».

وذكر الهدلق أن وزارته على تنسيق دائم مع وزارة الثقافة والإعلام لاتخاذ الإجراءات اللازمة حال وجود أي مؤلفات ذات خطورة على المجتمع، نافياً وجود إحصاءات دقيقة عن عدد الكتب المنحرفة التي تم مصادرتها».

وأضاف: «الجهات الأمنية كلما دهمت وكراً للمنحرفين فكرياً، وجدوا كتباً ومؤلفات تبث أفكارهم المنحرفة، وهي في الغالب من تأليفهم، وتتنوع في اهتماماتها فمنها ما يختص في الجانب الديني وأخرى ذات علاقة بالأسلحة والمتفجرات وغيرها في علم النفس والتجنيد».

وأكد الهدلق أن تنظيم القاعدة لجأ في السنوات الأخيرة إلى استغلال أماكن التجمعات ورصد الشبان من ذوي المواصفات المعينة بهدف التجنيد، موضحاً أن التنظيم عمد على بعض الطرق لمحاولة التخفي من أعين الأمن من خلال وجودهم في مغاسل الموتى وسهولة إيجاد مدخل على ذوي المتوفين للتأثير عليهم بحكم تأثرهم عاطفياً بحالة الوفاة، مؤكداً وجود حملات استباقية فكرية تأتي مكملة للجهود الأمنية التي تقوم بها وزارة الداخلية».

وبشأن الدعوات لضبط برنامج الابتعاث خشية تعرض المبتعثين لآثار سلبية خارجية، قال:«في الوقت الراهن أستطيع أن أقول إن المبتعثين لم يتأثروا بأي أفكار خارجية».