شهدت انحاء متفرقة من سوريا السبت اشتباكات عنيفة وخصوصا في دير الزور وحمص وريف دمشق ما اسفر عن مقتل 116 شخصاً، فيما اعلن الرئيس السوري بشار الاسد عن حكومة جديدة تضم للمرة الاولى حقيبة مصالحة وطنية.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن بان نحو 65 من المدنيين قد قتلوا في قصف واشتباكات مع القوات الحكومية بينهم عائلة كاملة مكونة من 6 افراد في قصف على دير الزور شرقي سوريا.
كما اشار الى مقتل 29 جنديا نظاميا في مواجهات في حلب ودير الزور وادلب وحماة وحمص وريف دمشق، بينهم عشرة جنود اطلقت عليهم النيران لمحاولتهم الانشقاق والانضمام الى قوات المعارضة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر العربي السوري ان متطوعا تابعا للجمعية قتل رميا بالرصاص اثناء أداء مهمة اسعاف اولية في سوريا وهو رابع مسعف محلي يقتل مع تصاعد الاضطرابات الدامية في البلاد.
ودانت الجمعية مقتل المتطوع بشار اليوسف الذي كان يرتدي زيا يظهر عليه بوضوح شعار الهلال الأحمر، حسب بيان الجمعية.
وقال عبد الرحمن العطار رئيس الهلال الاحمر العربي السوري "لقد صدمنا لوفاته وهذا غير مقبول على الاطلاق".
ضبط النفس
من ناحية أخرى قال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم السبت إنه يأمل ان تتحلى تركيا وسوريا بضبط النفس بشأن حادثة إسقاط مقاتلة تركية فوق البحر المتوسط.
وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم بان "يتابع الأمين العام الوضع عن كثب. وهو يأمل بمعالجة هذا الحادث الخطير بضبط النفس من الجانبين من خلال القنوات الدبلوماسية."
وكانت تركيا حتى الآن متحفظة في ردها على الحادث لكن مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال ان انقرة ستتصرف "بحزم" حينما تتكشف كل المعلومات عن الحادث.
وتشير تصريحات الجانبين الى ان انهما لا يبغيان مواجهة عسكرية بسبب اسقاط المقاتلة يوم الجمعة قرب الحدود البحرية بين البلدين.
لكن ليس من المتوقع ان تسير عملية البحث المشتركة بشكل سلس في ظل توتر العلاقات بين البلدين بسبب الحملة التي تشنها القوات الحكومية ضد الانتفاضة المستمرة منذ 16 شهرا، في حين تستضيف السلطات التركية آلاف المقاتلين المعارضين لحكم الرئيس السوري بشار الاسد.
حكومة جديدة
وعلى صعيد التطورات السياسية داخل سوريا، احتفظ وزراء الدفاع والداخلية والخارجية بمناصبهم في في التشكيلة الحكومية الجديدة.
واحتفظ كل من وليد المعلم وزير الخارجية والمغتربين، ووزيرا الدفاع العماد داوود راجحة والداخلية اللواء محمد ابراهيم الشعار بمناصبهم.
ويقضي ابقاء وزير الدفاع راجحة بمنصبه على الشائعات التي انتشرت ونفتها الحكومة السورية بأنه قتل على يد مقاتلين معارضين لنظام الرئيس الاسد.
وشهدت الوزارة الجديدة لاول مرة في تاريخ الوزارات السورية استحداث حقيبة وزير دولة لشؤون المصالحة الوطنية حيث كلف بها علي حيدر، في حين عين عمران الزعبي وزيرا جديدا للاعلام.
وكان الاسد كلف حجاب بتشكيل الوزارة الجديدة في السادس من يونيو /حزيران في اعقاب اول انتخابات تشريعية تجري في سوريا على اساس الدستور الجديد الذي اقر في استفتاء عام وأصبح نافذا اعتبارا من 27 فبراير/شباط الماضي.
وكان حجاب يشغل حقيبة وزارة الزراعة سابقا، وهو عضو في حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي حكم سوريا لاكثر اربعة عقود.
وقد حصل حزب البعث على الغالبية البرلمانية في الانتخابات التي جرت في السابع من ايار/مايو التي انتقدها الغرب واعتبرها انتخابات شكلية ولم تعترف بها المعارضة السورية.
ويقول منتقدو الوزارة الجديدة ان معظم المناصب السيادية والمهمة اعطيت لاشخاص موالين للبعث وحكم الرئيس الاسد،
ويضيفون ان مجلس الوزراء يظل كيانا رمزيا اكثر منه ممارسا للسلطة بشكل كامل مادامت السلطة تظل محصورة بيد الاسد ودائرة ضيقة في عائلته والمسؤولين الامنيين.