قال احد اعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر إن المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس سيكون وزيرا للدفاع في الحكومة التي سيشكلها الرئيس المنتخب محمد مرسي.
وقال اللواء محمد العصار عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مقابلة مع محطة (سي.بي.سي) التلفزيونية في وقت متأخر يوم الاربعاء "الحكومة سيكون فيها وزير الدفاع هو رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة."
وأضاف العصار "ماذا يعيب ذلك؟ هو رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة وهو زير الدفاع وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة."
وشغل طنطاوي منصب وزير الدفاع على مدى 20 عاما في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك. واصبح مرسي اول رئيس منتخب بعد الانتفاضة الشعبية التي اطاحت بمبارك في فبراير شباط العام الماضي.
وبدأ مرسي محادثات يوم الأربعاء مع جماعات قلقة من الاتجاه الذي سيقود مصر فيه بعد أن يفسح كبار ضباط الجيش الذين حكموا البلاد منذ سقوط مبارك الطريق لأول زعيم مدني.
وقبل ايام من اعلان فوز مرسي بمنصب الرئيس اصدر المجلس العسكري إعلانا دستوريا مكملا يوضح انه سيتولى مهمة التشريع إلى ان يتم انتخاب برلمان جديد وانه سيتخذ القرارات الخاصة بكل القضايا ذات الصلة بالقوات المسلحة حتى اقرار دستور جديد للبلاد.
ومن ثم قيد الجيش بالفعل سلطة مرسي. ويعتبر الجيش منذ فترة طويلة جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها مرسي خطرا على المؤسسة العلمانية في مصر وعليه أن يتعايش الآن مع رجل يخشى العسكريون أن يسعى إلى الحد من امتيازات الجيش وسلطته الراسخة.
وأكد الجيش أيضا حقه في أن يعترض على اقتراحات تقدمها جمعية من المفترض أن تضع مسودة دستور جديد في علامة أخرى على أن كبار قادة الجيش مصممون على الاحتفاظ بقبضة مسيطرة على مستقبل مصر.
الا ان اللواء العصار قال "السلطة التنفيذية بالكامل ستسلم للرئيس وصلاحيات الرئيس غير منقوصة مئة بالمئة... بمجرد اجراء انتخابات البرلمان ستنقل اليه السلطة التشريعية."
واضاف العصار "اعلنا أننا على استعداد دائم وسنظل ندعم مصر ورئيس مصر وان هذه هي سمة القوات المسلحة المستعدة دائما لبذل كل الجهد حتى تنال مصر مكانها بين الأمم وتبدأ نهضة بهذه الفترة الرئاسية."
وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد وعد بتسليم السلطة قبل أول يوليو تموز. وقالت صحيفة الأهرام إن طنطاوي سيسلم السلطة التنفيذية لمرسي في أحد أندية الجيش يوم السبت أمام المجلس العسكري والقائم بأعمال رئيس الوزراء والوزراء وزعماء الأحزاب ودبلوماسيين أجانب.
وقال المتحدث باسم الرئيس المنتخب ياسر علي إن مرسي الذي وعد بتشكيل حكومة وحدة وطنية اجتمع مع بعض زعماء الأقباط في بداية سلسلة اجتماعات ستشمل أيضا الأحزاب السياسية وجماعات الشباب الناشطة في الانتفاضة على مبارك.
والمهمة الملحة أمام مرسي هي التوافق مع الجيش والتواصل مع خصومه السياسيين وتحقيق الاستقرار في بلد يعاني منذ شهور من الاضطرابات والغموض والضغوط الاقتصادية